اكد رئيس الجمهورية جوزاف عون ان لبنان شاء أن يكون سبّاقًا في تأكيد القاسم الروحي المشترك بين المسلمين والمسيحيين في ما خص السيدة مريم العذراء، فكرّس منذ العام 2010 يوم عيد البشارة في الخامس والعشرين من آذار عيداً وطنياً جامعاً، تحتفل به الدولة اللبنانية بكل مكوّناتها.
وشدد على ان هذا الامر نابع من قناعة راسخة بأن لقاء القلوب والإرادات ممكنٌ، وعلى اصرار لبنان على أن يبقى "أرض لقاء لا صدام، وأرض رسالة لا ساحة نزاع".
كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله وفدا من "المركز المريمي لحوار الأديان "برئاسة الاب وسام أبو ناصر الذي شكر رئيس الجمهورية على استقباله والوفد الذي ضم ممثلين عن جميع المذاهب الإسلامية في لبنان.
وقال: "نحن على استعداد الى السفر الأسبوع المقبل الى حاضرة الفاتيكان حيث سيعقد المؤتمر المريمي العالمي السادس والعشرون، الذي يعقد مرة كل اربع سنوات ويختتم ببركة قداسة البابا. وللمرة الأولى سوف يكون هناك تمثيل للمسلمين للبحث حول شخصية السيدة مريم العذراء، وقد اختصر باعضاء المركز المريمي لحوار الاديان في لبنان الحاضرين هنا اليوم وهم السادة: الدكتورعلي السيد قاسم ممثل رسمي للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، الشيخ عامر زين الدين ممثل رسمي عن طائفة الموحدين الدروز والدكتور علي الجناني ممثل رسمي لدار الفتوى، إضافة الى الشيخ صالح حامد والشيخ محمد النقري".
وختم بالقول: "نقف اليوم امامكم فخامة الرئيس لنضع المركز وانفسنا وكل ما نمثل بتصرفكم لخدمة ما يؤول الى السلام والتلاقي والحوار ونقل الصورة الحقيقية الى حاضرة الفاتيكان، والى المركز المريمي لحوار الأديان، والى الاكاديمية الحبرية المريمية العالمية وبالتالي الى وزارة الثقافة في الفاتيكان".
وقد ضم الوفد ايضًا: الاب ايوب شهوان، الاب الياس صادر، الدكتور ربيع نخلة، الاستاذة ايلديكو ايليا، الاستاذة سامية ابي نادر، الاستاذة ساندرلا مرهج والسيد ماجد بو هدير.
ورد الرئيس عون مرحبًا بالوفد، وقال: مشاركة وفد لبناني يضم مسيحيين ومسلمين في مؤتمر عالمي رفيع المستوى ينعقد في الكرسي الرسولي حول السيدة مريم العذراء، لا تعبّر فقط عن واقع العيش المشترك في وطننا، بل تؤكد عمق هذه الشراكة الروحية والإنسانية التي تشكّل صلب هوية لبنان، ورسالته الفريدة في هذا الشرق.
أضاف: "أنتم تستعدّون لتمثيل لبنان في هذا المؤتمر العالمي الرفيع، الذي ينعقد تحت رعاية قداسة البابا، ويتمحور حول شخصية تجمعنا في الإيمان، وتوحّدنا في المحبة، وتلهمنا في السعي إلى السلام – السيّدة مريم العذراء، أم يسوع في المسيحية، ومريم الطاهرة المباركة في الإسلام. إن السيّدة مريم، التي ورد ذكرها في الإنجيل وفي القرآن الكريم، هي عنوان طُهرٍ وإيمان، ورمز محبةٍ وسلام. فهي الوحيدة التي يُفرد لها كتاب الله سورة باسمها، وهي التي اصطفاها الله وطهّرها، وجعلها آية للعالمين. وفي الديانة المسيحية، هي أم الإله، الممتلئة نعمة، الحاضرة في قلوب المؤمنين وكنائسهم في كل مكان".
وأشار الرئيس عون الى ان "لبنان شاء أن يكون سبّاقًا في تأكيد هذا القاسم الروحي المشترك، فكرّس منذ العام 2010 يوم عيد البشارة في الخامس والعشرين من آذار عيداً وطنياً جامعاً، تحتفل به الدولة اللبنانية بكل مكوّناتها، مسلمين ومسيحيين، اعترافاً بالمكانة الفريدة لمريم، وتجسيداً للقيم التي تمثلها. وهذا ليس تفصيلاً، بل إعلان حضاريّ ورسوليّ، نابع من قناعة راسخة بأن لقاء القلوب والإرادات ممكنٌ، وأن لبنان يصرّ على أن يبقى أرض لقاء لا صدام، وأرض رسالة لا ساحة نزاع".