أقامت منطقة طرابلس في "القوات اللبنانية" عشـاءها السنوي، برعاية رئيس الحزب سمير جعجع مُمَثَّلًا بعضو تكتّل "الجمهوريّة القويّة" النائب إيلي خوري، في رأس مسقا – الكورة.
استُهلّ الاحتفال بالنشيدين اللبناني والقواتي، لتلقي بعدها عريفة الحفل لوريس طاشجيان كلمة رحّبت فيها بالحضور، مؤكدة أن "لبنان لا يمكن أن يكون بخير إن لم تكن طرابلس بخير، وهذا هو مشروع منسقية طرابلس في القوات اللبنانية".
وألقى خوري، كلمة دعا فيها إلى "مواصلة المسيرة لأن لبنان يستحق، وطرابلس تستحق، ولأن أبناءها قادرون أن يكونوا جزءًا أساسيًا من صناعة مستقبل لبنان المزدهر، الحر، المستقل، والسيد".
وأضاف: "يسعدني أن أكون بينكم هذا المساء في هذا اللقاء السنوي الجامع الذي يعكس ثباتكم وإيمانكم العميق بالمشروع الذي نحمله جميعًا: مشروع دولة القانون والمؤسسات، الدولة التي تحمي أبناءها وتصون كرامتهم وتؤمّن لهم مستقبلًا حقيقيًا، الدولة التي تحتكر قرار السلم والحرب بيدها وحدها، لا بيد الميليشيات. نجتمع اليوم في مرحلة دقيقة ومفصلية، بين لبنان يريدون له أن يكون رهينة، ولبناننا الذي نناضل من أجله: لبنان السيادة والحرية والدولة العادلة. وللوصول إلى هذه اللحظة كان لا بد من نضال طويل وتضحيات جسام، وكنتم أنتم الجنود الأوفياء على هذا الطريق الصعب الذي أثبت حقيقة راسخة: ما بصح إلا الصحيح. القوات اللبنانية لم تأتِ إلى طرابلس بحزب أو شعار فقط، بل حملت مشروع الدولة: الدولة القادرة والعادلة التي تجمع أبناءها ولا تفرّق بينهم. ونحن أبناء طرابلس ندرك أكثر من غيرنا حاجة هذه المدينة إلى دولة تحميها، تنهض بها، وتعيد لها مكانتها الحقيقية. لقد تحوّلت القوات اللبنانية إلى حالة وطنية جامعة تحتضن كل أطياف المجتمع اللبناني بتنوّعه وغناه، وهذا هو المشروع الذي نحمله معكم في طرابلس، وهو الخيار الوحيد لإنقاذ لبنان. نعم، نجحنا في غرس هذه الفكرة وتثبيتها، لكن الطريق لا يزال طويلاً، ويتطلّب منا المزيد من الصمود والوحدة والإيمان".
أضاف: "معركتنا اليوم ليست على مقعد نيابي أو موقع سياسي، إنها معركة وطن يُبنى على صورة أبنائه لا على صورة وصايات مفروضة عليه. وطرابلس، بتاريخها العريق، بكرمها، بإيمانها، وبأهلها الأوفياء، تستحق أن تكون في قلب هذا المشروع الوطني الكبير. ورغم صعوبة الواقع والأزمة السياسية التي تحولت إلى أزمة اقتصادية خانقة أنهكت اللبنانيين، فإن منسقية القوات في طرابلس لم تغفل يومًا عن دورها في دعم المجتمع المحلي، فكنّا حاضرين في كل الميادين: الاجتماعية والإنسانية والتربوية، وحرصنا على استدامة هذه المساعدات. ورغم إيماننا أن لا أحد يمكن أن يكون بديلاً عن الدولة، فإننا نتطلّع إلى تعافيها لتضع طرابلس في صلب اهتماماتها وتعيد إليها حقها من الإنماء والعدالة. فلنواصل المسيرة معًا، مؤمنين أن لبنان يستحق، وطرابلس تستحق، وأن أبناءها قادرون أن يكونوا جزءًا أساسيًا من صناعة مستقبل لبنان المزدهر، الحر، المستقل، والسيد".
وختم خوري: "أشكركم جميعاً، ومن طرابلس أوجّه نداءً لكل شركائنا في الوطن، وبخاصة إلى حزب الله وبيئته الحاضنة، للتسليم بمنطق الدولة، وحصر السلاح بيد الشرعية اللبنانية وحدها، والتلاقي في مشروع دولة القانون التي هي وحدها الضامنة لكل اللبنانيين".