تقول أوساط مواكبة لجلسة الحكومة المقبلة لـ"نداء الوطن" إن لبنان أصبح في واقع دولة وليس في واقع فريقَين سياسيين 14 و8 وتقف الدولة على الحياد. أي أن هناك دولة تتخذ قراراتها وترفض التراجع عنها وتحظى بدعم شعبي وأكثرية حكومية وبدعم خارجي أميركي وأوروبي وعربي وآخره بيان مجلس التعاون الخليجي الذي أكد ورحب بقرار الحكومة اللبنانية حصر السلاح. ويمثل هذا البيان رسالة إلى رئيسَي الجمهورية والحكومة وتقول لهما إنهما ليسا وحيدَين ومتروكَين بل يقف العالم إلى جانبهما، وفي الوقت نفسه رسالة إلى حزب الله تقول له إن حيازة السلاح مرفوضة.
تضيف الأوساط: "يواصل حزب الله" العمل على 3 مستويات: إنهاء قرار الحكومة، التمسك بسلاحه ومحاولة البحث عن حلفاء في ظل شعوره بأنه أصبح وحيدًا. ويتعامل "الحزب" مع رئيس الحكومة أنه بشخصيته وعمقه الإقليمي غير قابل للتراجع. لذا، يحاول تخوين رئيس الجمهورية في محاولة للضغط عليه لفرملة قرارات مجلس الوزراء كي لا تأخذ المسار الذي يجب أن تأخذه".
وأشارت الأوساط إلى أنها المرة الأولى التي لا يسيطر الحزب فيها على الحكومة كما كانت الحال في "اتفاق الدوحة" عام 2008 حيث نال حزب الله الثلث المعطل، ثم حظي لاحقًا بالأكثرية الحكومية، وصولًا إلى السيطرة على رئيس الجمهورية في عهد الرئيس ميشال عون. لكن الآن وللمرة الأولى، لم يعد الحزب يسيطر على الحكومة. وبالرغم من أن حزب الله يخوّن الحكومة، لكنه لا يريد الخروج منها، إلى درجة أنه أبدى استعدادًا لمناقشة خطة قيادة الجيش شرط الّا تكون مقترنة بجدول زمني للتنفيذ .
وتابعت: يدرك حزب الله مدى خسارته، لكنه يحاول أن يوحّد الطائفة الشيعية حوله. وأتى في هذا السياق كلام الرئيس بري والذي لا يختلف عن كلام حزب الله مع فارق أن الأخير يدعو علانية الحكومة إلى العودة عن قراراتها، بينما حاول بري نسف قرارات الحكومة من باب الدعوة إلى الحوار".
وقالت هذه الأوساط إن الجميع يريد تمرير جلسة الحكومة المقبلة بحد أدنى من المواجهة. لكن بالنسبة إلى الحكومة، ولمجرد أن تعقد الجلسة، وهي ستعقد فهذا الانتصار الأول. ثم أنه لمجرد أن تناقش الحكومة خطة قيادة الجيش، وهي ستناقشها فهذا انتصار ثانٍ. ثم أنه ولمجرد إقرار خطة قيادة الجيش، وهي ستقرّ فهذا الانتصار الثالث".
ورأت الأوسط "أن الجدول الزمني في خطة قيادة الجيش هو مسألة تقنية تتعلق بالمؤسسة العسكرية، وبالتالي لا لزوم لوضع الرأي العام في نقاش حوله".
وخلصت الأوساط نفسها إلى القول: "إن خطورة تمسك حزب الله بموقفه الحالي، وعدم تمكن السلطة لسبب من الأسباب من تنفيذ خطتها لبسط سلطتها على جميع الأراضي اللبنانية، هو بقاء لبنان بين حدّ الدولة غير المدعومة من الخارج ماليًا واقتصاديًا واستثماريًا ما يعني أنها دولة مشلولة، وبين حدّ تعرض لبنان لموجة عنف إسرائيلية جديدة على قاعدة فشل الدولة فتعاود إسرائيل حربها على حزب الله ما يعني أنه يعرّض نفسه وبيئته ولبنان لحرب جديدة خصوصًا أنه فاقد للمبادرة والقدرة وعاجز عن المواجهة".