مبروك لشيعة لبنان العودة إلى الوطن

hkoume

كتب رامي نعيم في صحيفة "نداء الوطن":

فجأة وفي لحظة إقرار الحكومة اللبنانية خطة الجيش اللبناني لسحب سلاح "حزب الله"، استذكرتُ المخترع اللبناني الشهير حسن كامل الصباح! والصباح شيعيّ من الجنوب رفع اسم لبنان عاليًا بعدما انطلق من جبل عامل مسلّحًا بالعلم والطموح قبل أن يتسلّح الشيعة في لبنان بـ"رعد 1" و"هدهد" و"كاتيوشا".

استذكرته اليوم وقلت: كم من حسن كامل الصباح سيقدّم الجنوب الشيعي للعالمية بعدما انتقل من تخزين السلاح إلى حب الحياة؟ هل تعلمون أنه قريبًا وقريبًا جدًا سيُسمح للشيعة بالسفر إلى أوروبا وإلى أميركا وسيدخلون أبرز الجامعات العالمية؟

أطفال الجنوب والضاحية والبقاع سينتقلون قريبًا من الهوى الإيرانيّ إلى الحُضن اللبناني وإلى المناهج اللبنانية وسيُسمح لهم بالاستماع والاستمتاع بأغاني فيروز ووديع الصافي ونصري شمس الدين ومدرسة الرحابنة.

ليست قيمة قرار اليوم بتسليم السلاح الحربيّ فقط فإيران أعطت "حزب الله" أسلحة حارب فيها مفهوم المواطنة من حيث يدري أو لا يدري فكان إلغائيًا للكثير من تقاليدنا وعاداتنا اللبنانية في مناطقه ومُحيطها وحوّل المدن والقرى الشيعية إلى نماذج إيرانية لا تشبه لبنان بشيء.

إيران زرعت في عقيدة أطفالنا الشيعة عشق الموت والعيش بانتظار الشهادة، و"حزب الله" حوّل لبنان رهينة بيد مشروع فارسيّ نعرف متى وأين بدأ لكننا لم نكن نعرف أين ومتى سينتهي.

في قرار الحكومة أمس استعادة للدولة اللبنانية من المحور الإيراني "من دون ضربة كف"، وبداية لمرحلة جديدة ستكون بالتأكيد صعبة لإعادة الثقة بين المكونات اللبنانية خصوصًا بعدما اعتبر جمهور "الثنائي الشيعي" أنه تلقى هزيمة سياسية بعد هزيمته العسكرية أمام إسرائيل، وفي قرارها اليوم تأكيد على أن هُوية لبنان لا يمكن طمسها حتى ولو دُفعت عشرات مليارات الدولارات وغُسّلت ملايين الأدمغة بفتاوى دينية ومدارس فقهية.

في قرار الحكومة أمس، تحرّر لشيعة أفريقيا من جزية التسلّح والخدمات وضوء أخضر أميركيّ لكل شيعيّ في أوروبا وأميركا مغلوب على أمره بأقارب في لبنان وعائلة ومصالح. فكم من شيعيّ نعرفه يرفض هذه الحياة التي فرضها "حزب الله" على بيئته لكنّه مأسور بالبيئة والمصالح ومُهدّد بالتخوين والعزل؟

قرار الحكومة أمس، ليس لسحب السلاح فحسب بل لسحب الخوف من قلوب ونفوس آلاف الشيعة الراغبين بالعيش مع اللبنانيين الآخرين من دون تخوين. فمن اليوم وصاعدًا لا رخص زجاج داكن بالمئات من وزارة الداخلية تحت ما يسمى "حزب الله" الأمني ولا رخص سلاح بالمئات من وزارة الدفاع تحت ما يسمى "حزب الله" الأمني، ولا لجنة أمنية للتنسيق مع الجيش اللبناني في حال طلب القضاء توقيف شيعيّ ينتمي إلى "الثنائي".

ومن اليوم فصاعدًا لن يطلب الجيش من "حزب الله" توقيف مرتكب وتسليمه إليه بل سيوقفه أينما كان ومهما علا شأنه. من اليوم ستبدأ المساواة تحت سقف القانون بين شيعة "الثنائي" واللبنانيين. هذه هي أهمية قرار اليوم في انعكاسه على روحية المواطنة وعلى شعور اللبنانيين بعودة فريق لبنانيّ إلى حضن الوطن وعودة جزء من لبنان من مشروع إيرانيّ إلى مشروعه اللبناني الأصيل.

هذا القرار ولو أنه يحتاج إلى تثبيت وسيثبّت حتمًا لكن اتّخاذه كان كافيًا ليعطي أملًا بعهد رئاسي مثمر وبحكومة منتجة وطنية 100 % تعمل على سحب ألغام تفجير الوضع الداخلي وتصر في الوقت نفسه على بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها.

فاسمحوا لنا بأن نقول شكرًا لكل وزير شجاع أصرّ على التصويت على قرار تاريخيّ ستذكره الأجيال المقبلة وفي طليعتهم الشيعة الأحرار كما اسمحوا لنا أن نشكر قائد الجيش اللبناني رودولف هيكل على تلقّفه كرة النار بمسؤولية القائد الشجاع ورئيس الحكومة نواف سلام على صلابته وحكمته ورئيس الجمهورية جوزاف عون على تنفيذه خطاب القسم المشرّف وتعالوا نبحث في القريب العاجل وبعد الانتهاء من تسليم السلاح في لبنان الجديد وأي لبنان نريد.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: