وجه نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب رسالة الجمعة من مدينة مشهد في الجمهورية الاسلامية الايرانية التي يزورها بعد مشاركته في المؤتمر التاسع والثلاثين للوحدة الاسلامية الذي اختتم اعماله في طهران مساء الأربعاء الماضي.
وقال في الرسالة: "هم اختاروا الاستسلام للعدو، والاستسلام هنا لم يكن اضطراريا لو انهم لم يعتمدوا موازين القوى المادية واعتمدوا على الله تعالى. كما لو انهم اعتمدوا الصبر سلاحا لهم في مواجهة العدو، ولكنهم آثروا الراحة والحصول على النتائج بسرعة، فلم يمتلكوا النفس الطويل في الصراع. لقد ارادوا الحصول على كل شيء بسرعة كما هو حال البعض في سعيه للحصول على بعض المناصب في الدولة، لا ليخدم شعبه ودولته وانما ليخدم جشعه فيلجأ الى طرق الفساد ليجمع المال".
وتابع: "وهكذا فإن هناك من يثبط عزيمة الناس، ليس خوفا عليهم ولا لانه يخاف عليهم او على البلد، بل لانه يرى في البلد سلعة بيعها يدر المال، او لا يرى في العمالة مشكلة، او يرى فيها مشكلة لكنه يضعف امام الحاجة او متطلبات المواجهة، فيحسّن القبيح ويقبح الحسن ويخلط على الناس الامور، فيلجأ الى مواطن الضعف فيها ليعززها لديهم، وخصوصا في لبنان البلد المتنوع طائفيا الذي اسس على اساس خاطئ وبني نظامه على اساس طائفي بحجة الحفاظ على الاقليات والخوف عليها من الذوبان."
وأردف: "فبدل ان يعزز الشعور بالمواطنة ويعمد الى بناء الدولة ليشعر الجميع بحمايتها، لجأ الى تعزيز الطائفية التي اضعفت الدولة وولدت الكراهية بين الطوائف وعرضت الكيان للضعف والطوائف لمزيد من الخوف، وجرها للاستسلام للعدو بحجة الدفاع عن نفسها خوفا من الآخرين. لقد كانت كلها ذرائع مدعاة ليس لها اي اساس واقعي او منطقي، لا تخدم سوى العدو. ومن هذا المنطلق جرد هؤلاء اسلحتهم الدعائية لينقضوا على المقاومة التي شكلت درعا للبنان بعد ان حررت ارضه من المحتل، من غير جرم ارتكبته في حق احد، سوى انها جعلت من لبنان بلدا يحسب له العالم ايما حساب ما كان ليكون من دونها."
أضاف: "وقد انكشف للغالبية من اللبنانيين زيف اداعاءاتهم الظالمة بحقها وقوة منطقها، وخصوصا بعدما تبين من كل ما حصل ان العدو ومن خلفه، لا يمكن الركون الى عهودهم ومواثيقهم، الامر الذي اضطر الحكومة، الى جانب الموقف الصلب من المقاومة وبيئتها، الى عدم السير بقرارها في حصر السلاح ضمن مهلة زمنية محددة. ويكفي لهؤلاء برهانا ما تعرضت له الجمهورية الاسلامية من خديعة من جانب الولايات المتحدة وما تعرضت له دولة قطر الشقيقة من عدوان على سيادتها بمحاولة غادرة من العدو الصهيوني، لاغتيال الوفد المفاوض من حركة حماس، فيما المفترض انها محمية من اكبر القواعد الاميركية في المنطقة الموجودة على ارضها ".
وختم بالقول: "يكفي ان هذا العدو يصرح علنا وبشكل سافر عن هدفه في ضم لبنان الى مشروعه في تحقيق اسرائيل الكبرى، فهل بعد هذا من عذر لحاملي لواء اسرائيل في نزع سلاح المقاومة؟ وما هو الوصف الذي يستحقونه بعد ذلك؟ واين دولة السيادة من حاملي لواء المطلب الاسرائيلي في ما تريد نزع سلاح الدفاع عن السيادة، ام ان وراء الاكمة ما وراءها. نأمل ان يكون ما حصل اختيارا من الحكومة لمسار جديد يبدأ بدعوة فخامة رئيس الجمهورية لطاولة حوار حول استراتيجية للامن الوطني تحمي لبنان وتعيد للبنانيين لحمتهم الوطنية بعيدا من الانقسامات التي لا تخدم سوى العدو".