صمتٌ أميركي مدروس تجاه لبنان.. ما وراء الكواليس؟

barrak

توقفت أوساط سياسية بارزة، في حديث لموقع Lebtalks، عند ما وصفته بالصمت المدروس من الجانب الأميركي تجاه التطورات الأخيرة في لبنان، لا سيما بعد إقرار خطة الجيش اللبناني، التي تشكل اليوم محور الاهتمام السياسي والديبلوماسي في الداخل والخارج.

هذا التوقف، وإن بدا للبعض لافتاً في توقيته، إلا أنه يُقرأ بعمق في أروقة القرار السياسي كرسالة دعم ضمنية ومباركة للخطة العسكرية - الإصلاحية التي طال انتظارها.

وتشير الاوساط، الى أن غياب التصريحات الأميركية الصريحة، والتي اعتادت أن تواكب كل محطة لبنانية دقيقة، إلى نوع من الارتياح الدولي والعربي تجاه المسار الذي بدأت تتخذه الأمور في لبنان. فالصمت هنا، لا يعكس بروداً أو انكفاء، بل يُفهم في سياق الثقة المتزايدة بالحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة نواف سلام، التي جاءت نتيجة توافق داخلي نادر وغطاء خارجي واضح.

كما أن إقرار الخطة العسكرية تحت إشراف رئيس الجمهورية جوزاف عون، الذي بات يُنظر إليه كشريك تنفيذي حاسم، أعطى للمجتمع الدولي إشارة بأن الالتزامات اللبنانية لم تعد حبراً على ورق.

وتتابع الاوساط: "كانت الخشية حاضرة، ولا تزال في بعض الأروقة، من أن تُقر الخطة من دون أن تُنفذ، وهو ما كان سيعيد المشهد إلى دائرة الشك الدولي ويفتح الباب مجدداً أمام شح الدعم وتفاقم الانهيار. لكن يبدو أن هذه المخاوف بدأت تتراجع تدريجياً، مع رسائل غير مباشرة تتلقاها بيروت من عواصم القرار، تعبِر عن تفاؤل حذر، يُنتظر أن يُترجم عملياً في المرحلة المقبلة عبر تعزيز مستويات الدعم المالي والتقني للجيش والمؤسسات الأمنية".

وتختم الأوساط بالإشارة إلى أن هذا الرضى الخارجي، إذا ما اقترن بآلية تنفيذ شفافة، قد يشكل مدخلاً إلى استقرار طويل الأمد طالما تطلع إليه اللبنانيون.

في المحصلة، فإن التوقف الأميركي عن التصريحات ليس فراغاً في الموقف، بل إشارة إلى مرحلة جديدة، تُبنى فيها الثقة تدريجياً، ويُختبر فيها الأداء اللبناني على قاعدة الفعل لا القول.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: