بعد 43 عاماً ما زال بشير الحلم الذي ينتظره اللبنانيون السياديون الاحرار، ما زال روحية القضية التي إستشهد من اجلها، لذا يجب ان تبقى شعلتها مضاءة الى حين تحقيق اهدافها التي بدأت تسير على الدروب، كي يرتاح الرئيس والقائد البشير في عليائه.
اليوم تعود بنا الذاكرة الى تاريخ 14 أيلول 1982، عيد الصليب الذي جعل من إستشهاد بشير قدسية لا يمكن ان تنتسى، كيف لا وهو الذي حمل الراية المسيحية ومن ثم اللبنانية بكل طوائفها مدافعاً ومقاوماً لبنانياً عن مساحة الـ10452 كيلومتراً مربّعاً، تلك المساحة الصغيرة التي جعل منها بشير محطة دولية شغّلت العالم أجمع، وجعلت الانظار شاخصة بلبنان الوطن...
الرئيس والقائد بشير الجميّل تميّز بشجاعة إستثنائية، فناضل بالمواقف والكلمة الحرة والبندقية والبزّة الخضراء العابقة بالكرامة، فسطّر مع رفاقه ملاحم بطولة في العديد من المعارك، قاوم الجحافل وخرج منتصراً شامخاً، لم يرضخ ولم يساوم في اي مرّة، بل حقق مقولة:" الابطال يموتون ولا يستسلمون".
حين نسترجع تلك الحقبة المشرّفة في ذاكرتنا، نستذكر السيادة التي عايشناها مع بشير على مدى سنوات، فكانت امثولة للعالم، قائد في مقتبل العمر إستطاع تحقيق ما يصعب على الجبابرة، انه بشير الذي لا يمكن ان نشهد رئيساً مثله مهما طال الزمن، كان الامل وما زال لكل شباب لبنان التواقين لتحقيق جمهورية قوية تحوي كل طموحاتهم.
معه شعرنا بإنتصارات لا تعّد خلال واحد وعشرين يوماً، حقق خلالها الجمهورية القوية القائمة على الشرعية فقط، غابت حينها القامات السياسية الصغيرة التي تاجرت بالقضية والهوية والتاريخ، التي فصّلت كل ما يناسب مصالحها الخاصة لا مصالح الوطن، فيما كان بشير يناضل من أجل مصلحة لبنان، فكان وفياً للقضية وإستشهد من اجلها.
في المناسبة نسترجع بعض ما جاء في خطاب القسم الذي لم يتسنّ له قراءته، لكنه سيبقى امثولة لكل سياسي سيادي طامح بدولة لبنان الحر.
"انها اللحظة التاريخية لبناء دولة الأمة، التي طالما حلمنا بها وهيأنا لها الطريق بالعزم والدم، بالتضحيات والشهداء، إنها لحظة تحمل في ذرّاتها روح كل شهيد مات في لحظة ما، سأكون أمينًا لكل شهداء لبنان لأنهم ماتوا من أجل لبنان، ولأن من لا يكون أميناً لمَن ذهب، لن يكون أمينًا لمن بقي".
"لا تدّخل في شؤون لبنان الداخلية، لا تسلّل عبر الحدود، لا اتفاقات تحت وطأة السلاح، لا تعهدات في ظل الاحتلال، لا غريب يخرج على القانون، لا طارئ يستوطن البلاد، لا دبلوماسي هنا يتعاطى مع غير حكومة لبنان، لا دبلوماسي لبناني هناك ينفذ سياسة غير لبنانية، لا فروع لأحزاب مستوردة، لا حرب عصابات بين أجهزة المخابرات، ولا أمن مستعاراً".
"إن جوهر القضية اللبنانية هو حرية شعب لا وحدة أرض،الأرض الموحّدة لا تحرّر شعباً محتلاً، بينما الشعب الحر يوحد أرضاً مقسّمةً، وسنوحّد لبنان ليكون وطن الحريات".
انها كلمات بشير التي باتت محفورة في القلوب والاذهان، على أمل ان تتحقق قريباً بجمهورية مستقلة وحرّة نطمح اليها جميعاً.