الراعي في قداس المرفأ: العدالة مطلب الشعب اللبناني كله والحصانات تسقط أمام دماء الضحايا

الراعي في قداس المرفأ: العدالة مطلب الشعب اللبناني كله والحصانات تسقط أمام دماء الضحايا

إعتبر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أن البعض أراد ليوم الرابع من آب يوم غضب وتظاهرات لكن الكلام الآلهي الذي سمعناه هو الأفعل والأضمن والمعزّي للقلوب الجريحة، فلا تُقدّر بثمن قيمة ضحايانا وتدمير نصف العاصمة بيروت والثمن الحقيقي هو دمهم الممزوج بدم المسيح الذي افتدانا بدم كريم وهذا هو الأثمن الأغلى على الاطلاق الذي دفعه شهداؤنا وأهاليهم.
وتابع: تأتي كلمة البابا فرنسيس صباح اليوم لتبلسم جراح أهل الضحايا والجرحى والمنكوبين وكل اللبنانيين ويقول في هذه الذكرى “أتجه بفكري اليكم وأوجه اليوم معكم نداء الى الأسرة الدولية طالباً مساعدة لبنان بأفعال ومبادرات عملية وليس فقط بالكلمات”، واحتراماً لقدسية اليوم ووفاء للضحايا والشهداء ودموع أهاليهم وآلام الجرحى والمنكوبين أدعو وأناشد الأخوة والأخوات المتظاهرين تجنب العنف والعبارات المسيئة والإعتداء على المؤسسات والأملاك وعدم التعرض للجيش وللقوى الامنية.
وقال: جئنا نصلي لبيروت عروس المتوسط لمدينة تلاقي الأديان، نقف معاً خاشعين بين الدمار نضيء شعلة الرجاء والمستقبل ونكتب تاريخاً جديداً للأجيال، فمطلبنا الحقيقة والعدالة، نحن هنا لنطالب بالحقيقة والعدالة، ستبقى الأرض تضطرب في هذه البقعة إلى أن نعرف حقيقة ما جرى في مرفأ بيروت.
لا تدين الدولة بالحقيقة فقط للأهالي بل لكل لبناني، للأجيال اللبنانية للتاريخ والمستقبل والضمير.
واذ أكد أن العدالة ليست مطلب عائلات منكوبة بل مطلب الشعب اللبناني كله، أضاف”نريد أن نعرف من أتى بالمواد المتفجرة ومن هو صاحبها الأول والأخير؟ من سمح بإنزالها وتخزينها ومن سحب منها كميات وإلى أين أرسلت؟ من عرف بخطورتها وتغاضى عنها؟ من طلب منه أن يتغاضى؟ داعياً القضاء لمعاقبة المذنب وتبرئة البريء، ومعيب تهرّب المسؤولين من التحقيق تحت حجة الحصانة والشعب لا يريد عرائض انما يريد حقائق.
وأضاف: واجب كل مدعو للإدلاء بشهادته أن يمثل أمام القضاء من دون ذرائع وحجج ومن دون انتظار رفع الحصانة، فكل الحصانات تسقط أمام دماء الضحايا والشهداء ولا حصانة ضد العدالة، فمَن يخاف العدالة يدين نفسه بنفسه ولأننا أقوياء بالحقيقة والعدالة نحن هنا لنعلن الوفاء لبيروت بإعادة بنائها بجمالها وتراثها.
وقال: عيبٌ أن يتهرّب المسؤولون من التحقيق تحت ستار الحصانة أو عريضة من هنا وعريضة من هناك، وعليه نطلق نداء للمسؤولين لتشكيل حكومة أنقاذ وأصلاح ولكن بكل أسف لا حياة لمَن تنادي وكأن لا شعب يجوع ولا مرفأ إنفجر ولا بلد ينهار.
وتابع: نحن هنا لنطلق نداء الى دول العالم ألا هبّوا أنقِذوا لبنان، والعالم عكس المسؤولين عندنا بدأ يصغي لصراخ اللبنانيين، فكم مرّة سُلّم لبنان الى أكثر من احتلال ووصاية في إطار الصفقات الإقليمية والدولية، فبقدر ما يجب على الشعب أن يغيّر في سلطته يجب على العالم أن يغيّر في سياسته وأدائه تجاه لبنان.
ودعا البطريرك الراعي الى عقد مؤتمر دولي يعلن حياد لبنان، مؤكداً “تصميم شعب لبنان على التغيير عبر النظام الديمقراطي والثورة السلمية الحضارية والمرفأ وحّدن، فتجاوب العالم مع لبنان يبدأ بإنقاذه إقتصادياً ومالياً، ثم عقد مؤتمر دولي خاص به يعلن حياده ويضع آلية لتنفيذ القرارات الدولية حتى لو استدعى ذلك إصدار قرارات جديدة.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: