الحقيقة بتجرح

الحقيقة بتجرح

لم يخرج بطريرك إنطاكيا وسائر المشرق الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظته ظهر اليوم عن السياق العام الذي دأب عليه منذ انفجار مرفأ بيروت العام الماضي، فقد كان واضحاً ومباشراً في الإشارة الى خطورة حادثة إطلاق الصواريخ التي تمت من قرى حاصبيا، خصوصاً مع اعتراض أهالي المنطقة من طائفة الموحدين الدورز على إطلاق المنصات تلك من قراهم، معطوفة على ترددات أحداث خلدة، فقد طالب غبطته من الجيش اللبناني العمل على منع إطلاق الصواريخ، لما لإطلاقها من إرتباطات إقليمية، تبدأ بحرب الناقلات بين إيران والعدو الإسرائيلي وصولاً إلى الإتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة وما تعتريه من تعثرات، أبرزها القوى الحليفة لإيران والصواريخ الإيرانية وأخواتها وأدواتها .

كان البطريرك صريحاً كما اعتاده اللبنانيون وهو الذي يكاد يكون الوحيد الذي ينطق باسمهم جميعاً ويعبّر عن هواجسهم، ولعله بكلامه وضع أصبعه على الجرح في معارضته جرّ لبنان الى حروب هو في غنى عنها، مع تفاقم أزماته المالية والإقتصادية والإجتماعية وتعقّد التحقيقات في إنفجار المرفأ .

يقول المثل الشائع :” الحقيقة بتجرح” وكلام الكاردينال الراعي كان كل الحقيقة، فقابلته أقلام البغض في محاولة بائسة للرد عليه، هذا فضلاً عن الهجوم الغير مسبوق على موقع البطريركية الإلكتروني وحملات التخوين والتهديد بالقتل في حق البطريرك، في سابقة تؤشر لرفض مناصري حزب الله ومحور المقاومة لأي رأي معارض، ما يؤكد أن عظة سيد بكركي أصابتهم في صميم بغضهم .
في الخلاصة من النافل القول إن الكاردينال الراعي ينطق بالحق في زمن أصبح فيه قول الحقيقة جُرماً لدى بعض المحاور الإقليمية.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: