"إسرائيل تضرب متى تشاء".. متري: لبنان لا يملك سوى الديبلوماسية

tarek

ينتقل المشهد اللبناني بكل ما يتضمن من تداعيات متصلة بالحرب الإسرائيلية الموسعة في ذكراها السنوية الأولى (20 أيلول - 27 تشرين الثاني 2024) إلى نيويورك، مع توجه رئيس الجمهورية جوزف عون إليها مترئسا وفد لبنان إلى الجمعية العمومية السنوية للمنظمة الدولية.

ويمكن وصف زيارة رئيس الجمهورية إلى نيويورك، بـ "ردة إجر" لبنانية، للعمل على محاولة تصويب البوصلة الأممية تجاه لبنان، وتطبيق مندرجات القرار 1701 وما تلاها من اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل من قبل الأخيرة، التي لم تلتزم باتفاق وقف الأعمال العدائية، وتصر على تطبيقه كاملا من الجانب اللبناني وتحديدا نزع سلاح حزب الله، قبل المبادرة من قبلها بخطوات في هذا السياق.

وتحمل الرئاسة اللبنانية إلى نيويورك لائحة طويلة بما تحقق، وخصوصا في منطقة جنوب الليطاني، حيث ينتشر الجيش اللبناني، وقد أمن المنطقة عسكريا، وينتظر استكمال انتشاره بانسحاب الجيش الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية التي احتلها بعد الحرب.

قال نائب رئيس الحكومة طارق متري، وفي حديث خاص، وردا على سؤال عما إذا كان التصعيد الإسرائيلي يوم الخميس الماضي في الجنوب ينطوي على رسالة معينة: من الصعب تفسير كل ضربة إسرائيلية لمعرفة ما إذا كانت تحمل رسالة أو أن هناك من هدف محدد وراءها، لكني ميال إلى القول إن إسرائيل مرتاحة في وضعها الحالي، وهي تقصف متى تريد وأينما تريد، وبالتالي هي لا تريد أن تقيد نفسها لا باتفاق وقف الأعمال العدائية ولا بالقرار 1701، وهي لا تصغي حتى الآن للضغط الدولي، وهذا الوضع يعتبره الإسرائيليون مناسبا لهم.

وعما يملكه لبنان بين يديه من خيارات حيال هذا الواقع، أجاب نائب رئيس الحكومة أن "لبنان لا يملك سوى العمل السياسي والديبلوماسي"، مبديا اعتقاده أنه "يجب مضاعفته والسعي أكثر في هذا الاتجاه".

أضاف متري: "ثمة ميل إلى الاعتقاد أن الولايات المتحدة وحدها تؤثر على إسرائيل، ربما صحيح، ولكن حشد التأييد الأوروبي والعربي مهم جدا لنا ويجب أن تظل ديبلوماسيتنا نشطة في أوروبا وفي العالم العربي، ولا أحد يدري متى يمكن أن يحصل تأثير مباشر أو غير مباشر على إسرائيل".

وردا على سؤال عن التزام لبنان من جانب واحد بالمقررات الدولية مقابل حل إسرائيل من أي من التزاماتها، أجاب متري: التزامنا بوقف الأعمال العدائية هو لمصلحة لبنان بغض النظر عما يحصل، ولكن هذا الالتزام لا يقابله التزام من الجانب الآخر، وهذا يضعنا في وضع صعب، لكن برأيي نحن لن نشن حربا ولا أعتقد أن حزب الله سيقاتل إسرائيل.. لا أعتقد أن مثل هذا الأمر ممكن.

وعن تعليقه على كلام الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم يوم الجمعة، قال متري: النبرة أهدأ من السابق، ماذا يعني ذلك؟ من المبكر التعليق وأعتقد أنه من الأفضل أن ننتظر بضعة أيام.

وفي موضوع المحادثات اللبنانية - السورية بشأن المواضيع العالقة بين البلدين، أعلن نائب رئيس الحكومة أن "ثمة اجتماعات في غضون أسبوع أو أسبوعين في بيروت للجان المشتركة التي شكلها البلدان التي تهتم بقضايا المفقودين والموقوفين وترسيم الحدود".

توازيا، لفت التصعيد الإسرائيلي جنوبا، الذي يأخذ صورا مختلفة لتتجاوز ما درجت عليه الاعتداءات منذ وقف إطلاق النار قبل نحو 10 أشهر، بهدف توجيه رسائل في أكثر من اتجاه عشية انطلاق أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقالت مصادر نيابية: يأتي التصعيد ليزيد الضغط على المسعى الإقليمي والدولي، سواء من خلال الحركة الديبلوماسية الداعمة للحكومة اللبنانية المتمسكة بتنفيذ قرارات بسط السيادة على كامل أراضيها، أو لجهة اجتماع لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار في حضور الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، والمطالبة بتحريك الجمود في موضوع الانسحاب الإسرائيلي من المواقع المحتلة على الحدود، والتي تشكل حجر عثرة أمام استكمال الجيش اللبناني إجراءاته للانتشار حتى الحدود الدولية.

وتابعت: "وهذا ما أكدت عليه قوات الأمم المتحدة "اليونيفيل" في بيانها، أن الجيش قد انتشر في كل مناطق جنوب الليطاني، باستثناء المواقع الخمسة المحتلة. وذكرت ان استمرار هذا الاحتلال يعرقل تنفيذ كامل بنود الاتفاق".

أضافت المصادر: "الجيش اللبناني ينفذ خطته بشكل تدريجي في كل المناطق، وبعيدا من البيانات الإعلامية والمظاهر الميدانية. وكانت لافتة المداهمة التي نفذها في مخيم شاتيلا بالعاصمة، وهي الأولى داخل مخيم فلسطيني، الأمر الذي يعني ان خطة سحب السلاح الفلسطيني قد حققت الآمال المعلقة عليها لجهة ضرب أوكار الإرهاب والتهريب فيها".

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: