اعتبر المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم براك، أن السلام في الشرق الأوسط "مجرد وهم"، ووصف اعتراف بعض أعضاء مجلس الأمن الدولي بالدولة الفلسطينية بأنه "غير مفيد".
أضاف براك، في حديث تلفزيوني: "عندما نقول سلام، فهو مجرد وهم".
وتابع: "لم يكن هناك سلام في الشرق الأوسط من قبل. وربما لن يكون هناك سلام أبدا، لأن الجميع يقاتلون من أجل الشرعية".
وقال براك: "أعتقد أن هناك 27 وقفا لإطلاق النار. لم ينجح أي منها".
وتأتي تصريحات باراك بعد أيام فقط من استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يطالب بوقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار في غزة، وهو الفيتو السادس من نوعه منذ بدء الحرب في غزة.
وتقدر وزارة الصحة في غزة أن ما لا يقل عن 65 ألف فلسطيني قتلوا نتيجة للحرب، وهناك دلائل على أن تزايد أعداد الضحايا بدأ يؤثر على مؤيدي الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وعندما طلب منه التعليق على تزايد الاستياء من سياسات إسرائيل، قال براك إن على الناس النظر إلى أفعال إسرائيل في سياق هجمات السابع من تشرين الاول "الحدث الذي غير كل شيء في الشرق الأوسط"، وفق تعبيره.
وقال المبعوث الأميركي: شخصيا، أكره ما حدث في غزة من جميع الأطراف. للفلسطينيين، للإسرائيليين، للأردنيين، للبنانيين، للسوريين، للأتراك. كما تعلمين، إنها فوضى.
وفي المقابل أوضح أن "إسرائيل حليف مهم. نحن ندعمهم بـ4 إلى 5 مليارات دولار سنويا. لها مكانة خاصة في قلب أميركا، ونحن نتعامل مع ارتباك ما يحدث خلال هذا التحول. لذا فالأمر معقد.
وقبيل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وصف براك الخطوات التي اتخذها قادة عالميون، بمن فيهم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، للاعتراف بالدولة الفلسطينية بأنها "غير مفيدة".
أضاف: "من الجيد رؤية الأمم المتحدة، أيا كان، تقوم بأي شيء. هذا إنجاز بحد ذاته. لكنني أعتقد أن ذلك عديم الفائدة. لا يساعد بشيء".
كما رأى براك أن الضربة الإسرائيلية التي استهدفت مسؤولين في حماس في الدوحة يوم 9 ايلول كانت "صدمة للخليج" وللعالم، إلا أنها "لم تلحق ضررا دائما بالعلاقات الأميركية مع دول الخليج".
وقال براك: "لم يكن ذلك جيدا. قطر كانت ولا تزال حليفا مهما وقيما لنا منذ اليوم الأول"، موضحا أن "الإسرائيليين "لم يخبروا" الولايات المتحدة بما كانوا يخططون له".
وحول دافع حزب الله اللبناني لتسليم سلاحه، أكد براك أن: "إسرائيل تهاجم الجميع، من سوريا إلى لبنان وتونس، ومع استمرار هذه الهجمات، تتعزز رواية حزب الله بأنه موجود لحماية اللبنانيين من إسرائيل. إسرائيل تحتل 5 نقاط ولن تنسحب منها، وفي المقابل يعيد حزب الله بناء قوته".
أضاف: "المسؤولية تقع على عاتق الحكومة اللبنانية. هذا ليس دورنا. لكن البعض يريد أن تفعل الولايات المتحدة كما فعل الرئيس دوايت أيزنهاور، ويريدون من الرئيس ترامب أن يرسل قوات المارينز لحل كل شيء. هذا لن يحدث".
وفي حديثه عن إمكانية نزع سلاح حزب الله، شدد براك على أن "القرار يجب أن يأتي من الحكومة اللبنانية".
وتابع: "إذا أرادت الحكومة استعادة الاستقرار، فعليها أن تعلن بوضوح نيتها نزع سلاح حزب الله. لكنها تتردد خوفا من اندلاع حرب أهلية. نحن لا نتحدث عن هذا الموضوع عبثا".
وعندما تساءلت غامبل عما إذا كان الجيش اللبناني هو الجهة التي ستتولى نزع سلاح الحزب، أجاب براك: "الجيش هو القوة الوحيدة المتاحة على الأرض. هو جيش جيد بنوايا حسنة لكنه يفتقر إلى التجهيز الكافي".
وتابع: "لن نسلح الجيش ليقاتل إسرائيل، ولا نرغب في تسليحه ليقاتل أبناء شعبه، أي حزب الله. لكن الحزب يشكل عدوا لنا، تماما كما إيران، ويجب وقف تمويلها. هذه هي الطريقة الوحيدة لوقف حزب الله".
واختتم براك حديثه قائلا: "لن نذهب إلى منازل الشيعة لنطلب منهم تسليم أسلحتهم، أو أن نقول: معذرة، هل يمكننا أخذ الصواريخ والأسلحة من بيوتكم وإلا سنعتقلكم بالقوة؟".