أكد المدير التنفيذي لـ"رؤية العوربة" نوفل ضو أن "الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم في خطابه يوم أمس الجمعة هو أكبر دليل على أن الحزب يسعى إلى مصادرة القرارات السيادية للدولة اللبنانية، بعد أن صادر القرار السيادي العسكري والأمني".
وشدد ضو على أن "أي بحث في العلاقات اللبنانية – السعودية أو في أي علاقة مع أي دولة، هو من مسؤولية الدولة فقط وليس من مسؤولية أي حزب بشكل من الأشكال"، مضيفاً أن "الحزب يحاول أن يطرح نفسه قوة إقليمية موازية لقوة إقليمية شرعية لها دور قيادي على مستوى المنطقة والعالم كمملكة العربية السعودية، في حين أنه مصنّف كمنظمة إرهابية".
ورأى أن "الحزب يحاول الخروج من أزمته الداخلية عبر محاولة الحصول على غطاء عربي من الصعب جداً أن يناله"، مؤكداً أن "السعودية، بالمبدأ، لا تتعاطى في سياستها الخارجية إلا مع دول، وهي لا تتعاطى مع أحزاب، فكيف إذا كانت هذه الأحزاب ميليشيات مسلحة مصنفة إرهابية من قبل مجلس التعاون الخليجي والقسم الأكبر من الدول العربية والعالم؟".
وأشار ضو إلى أن "قاسم يحاول الهروب من أزمته الداخلية ويصوّر أن مشكلته مع الدول العربية وإسرائيل فقط، في حين أن مشكلته الحقيقية هي مع الدولة اللبنانية، ومع القانون الدولي، ومع الشرعية الدولية".
واعتبر أن "كل هذه الأمور تجعل الحزب في حالة من التخبط، وأن ما طرحه قاسم في خطابه يصح عليه القول: (رحم الله امرأً عرف حدّه فوقف عنده)".
وقال ضو: "الحزب يعيش حالة من الانفصام. والمطلوب اليوم منه أن يتخلى عن دوره كذراع إقليمي، لكنه يعيد طرح نفسه كقوة إقليمية موازية لقوى إقليمية كبرى في العالم، وهو لا يستحق أن يكون أكثر من منظمة مسلحة صغيرة".
وأكد أن "دعوة قاسم لم تلقَ أي صدى في المملكة العربية السعودية، فالحل الوحيد المطروح من قبل السعودية والمجتمعين الدولي والعربي هو: يا حزب الله، عد إلى الدولة اللبنانية وتنتهي الأمور عند هذا الحد".
وشدد ضو على أن "أي حوارات إقليمية ودولية ليست على قياس الحزب، والمطلوب ليس تسويات على حساب منطق الدولة في لبنان"، مؤكداً أن "الصراع مع إسرائيل، والأطر التي تُحدّد على هذا الصعيد، هي من صلاحية الدول العربية وليس الحزب".
ولفت إلى أن "المخاطر الاستراتيجية التي تواجه الدول العربية لا يُحدّد الحزب أطرها، بل الدول العربية هي من تحدّدها".
وختم ضو بالقول: "اليوم، يحاول قاسم أن يضع موضوع قطر في إطار أن إسرائيل تحاول ابتزاز الدول العربية، متناسياً أن إيران، صانعة الحزب، هي التي اعتدت على قطر قبل شهرين. لا الحزب ولا إيران في موقع يخولّهما تقديم النصائح للعالم العربي، الذي أصبح، من خلال دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن، جزءاً من النظام العالمي وشريكاً فاعلاً، وليس دولاً مارقة تحدد السياسات والاستراتيجيات العربية لمواجهة الخطر الإسرائيلي".
