"مهرجان" الروشة أطلق رسائل بالنار الى الداخل وتناسى نصرالله!

mahrajen

مَن شاهد ما نقلته وسائل الاعلام المرئية عصر أمس، من تطويق لمنطقة الروشة وصخرتيها من مناصري حزب الله المنشرحين والفرحين مع كل الكيديات، ورفعهم علامات النصر المزيّف مع إطلاق الشعارات المذهبية، وثلاثية "شيعة شيعة شيعة"، وسط مسيرة من الزوارق البحرية التي رفعت الرايات واعلام الحزب وايران، مع كل مظاهر التحدّي للدولة، لتراءى له على الفور انهم يحتفلون بتحرير الجنوب وغزة وكل فلسطين من الاسرائيليين. في حين انّ المناسبة أليمة بالنسبة اليهم، لانهم يستذكرون قائدهم السيّد حسن نصرالله بعد سنة من إغتياله، لكن كل هذه الصورة غابت وترافقت مع "عنتريات" اطلقها مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في الحزب وفيق صفا، الذي كان نجم ساحة الروشة مع ضحكاته و"هوبراته" وتوابعهما، فإذا بجميع الحاضرين يتناسون نصرالله ويطلقون هتافات ضد رئيس الحكومة نواف سلام، الذي يحاول تنفيذ القانون، لكن هيهات من كل هذا مع فريق يتحدّى الدولة والقانون غير آبه بأحد، في الوقت الذي كان فيه رئيس الجمهورية العماد جوزف عون يتحدث من نيويورك، عن مسار الدولة على السكة الصحيحة، فإذا بالعهد يتلقى رسالة من صخرة الروشة التي اضيئت ونفذ الحزب الاصفر كل ما يبغيه، ليقول للدولة وبالفم الملآن: "نحن هنا".

 إنطلاقاً من هذا القول يُطرح السؤال الطبيعي، الذي إشعل مواقع التواصل الاجتماعي منذ عصر أمس ولغاية اليوم وبشكل متواصل، فكيف يمكن للدولة ان تفرض عليهم تسليم السلاح والسيطرة على كامل اراضيها؟، فيما لم تستطع ان تمون عليهم بتنفيذ قرارها الاداري هذا؟؟؟

الى ذلك يمكن القول انّ السقطات والهزائم المتتالية التي طالت الحزب من كل الجوانب، باتت منسية بالنسبة له، لانه يخطط لتنفيذ الانتصارات على الداخل علّه يعيد بعض المعنويات، التي لم تعد تفيده ضمنياً ولا تفيد بيئته الحاضنة. في الامس أراد ان يستشعر الانتصار على الداخل، فإختار منطقة معروفة بمذهبها محاولاً اللعب على الحبلين، فرفع صورة الرئيس الشهيد رفيق الحريري والرئيس سعد الحريري، محاولاً كسب رضى اهل السنّة، فلم يحصل على اي نسبة رضى منهم بل على العكس، لانّ  الجميع فهمَ على الحزب والاعيبه السياسية لا تنطلي على أحد.

في الامس غلب الاحباط جزءاً كبيراً من اللبنانيين، الذين أملوا خيراً بالدولة وحكامها، لكن النتيجة أظهرت بأنّ قرارات الحكومة ملزمة للبعض، فيما البعض الاخر ما زال مسيطراً وسلطته فوق أي قرار شرعي.

هذا الاحباط نتج عن سلسلة رسائل بالنار أطلقها الحزب الاصفر الى رئيس الحكومة واهالي بيروت، بأنّ العاصمة له ويستطيع السيطرة عليها ساعة يشاء، اي انه حقق في الامس "ميني 7 أيار" جديد لكن هذه المرّة غير عسكري، وبأنّ إمتداده سيطال كل المناطق وهو ليس محصوراً في الضاحية والجنوب وبعض أجزاء من البقاع، وإنطلاقاً من هنا أطلق رسالة الى الجميع بأنه قادر على الوصول الى اي مكان وتنفيذ ما يريد، اي تهديدات مبطّنة قادر على جعلها واقعاً ساعة يشاء بحسب ما يعتقد.

كما انّ وجود وفيق صفا كمسؤول وحيد ضمن المهرجان المذكور، حمل مجموعة تحدّيات للدولة ولكل المعارضين للحزب، مع نشر فيديو يتبجّح فيه قائلاً: "أتينا لإضاءة الصخرة"، للتأكيد انه ما زال ممسكاً بملف لبنان.

لذا لا بدّ من الإشارة الى انّ انعكاسات تلك المشاهد المرفوضة، لن تقتصر على  الداخل اللبناني بل على الدولة ككل أمام المجتمعات الخارجية، ضمن مقولة "حزب الله ما زال مستقوياً ودويلته ما زالت واقعاً!".

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: