وصل أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، إلى بيروت للمشاركة في الذكرى السنوية الأولى لاغتيال الأمينين العامين السابقين لحزب الله حسن نصرالله، وهاشم صفي الدين، ورفاقهم. الزيارة، وإن كانت تحمل طابعاً رمزياً ودينياً في ظاهرها، لم تمر من دون إثارة ردود فعل سياسية واسعة، خصوصاً في ظل التوترات الداخلية والاصطفافات الحادة في لبنان.
أحد السياسيين البارزين علق عبر موقع "LebTalks"، قائلاً: إذا كانت الزيارة فقط للمشاركة في الذكرى، فمرحب بها، ولكن يجب ألا تتحول إلى منصة لتوجيه الإملاءات أو تعميق الانقسام الداخلي عبر دعم فصيل من دون آخر.
فالخشية، وفق المصدر عينه من تحوّل أي مناسبة دينية أو سياسية إلى فرصة لإعادة تثبيت النفوذ الإيراني في لبنان، عبر "حزب الله" تحديدًا، وبينما يراها البعض مجرد زيارة تقليدية لمسؤول إيراني رفيع المستوى، يقرأها آخرون كجزء من مسار مستمر من التدخلات المبطنة التي تُمارس تحت شعارات الدعم و"المقاومة" باقية باقية باقية.
في ظل الانقسام السياسي العميق، تبقى مسألة احترام السيادة اللبنانية أولوية لا يمكن التهاون بها، وضمن هذا السياق، فإن الزيارات الخارجية خصوصاً حين تأتي من دولة تتدخل بشكل مباشر في الشأن اللبناني تصبح محط مراقبة وتفسير دقيق لكل كلمة، وكل خطوة، يختم المصدر السياسي.
فهل سيكتفي لاريجاني بإحياء الذكرى، أم أن "الحركشة" السياسية ستُدرج على جدول أعماله من دون إعلان رسمي؟