بعد التطورات الاخيرة الحاصلة على الساحة السياسية الداخلية من فعالية إضاءة صخرة الروشة وخطاب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بالامس في ذكرى استشهاد الامينين العامين السابقين للحزب حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، أكد النائب غسان حاصباني أن "القضية ليست قضية سلاح فقط بل قضية حضور ونفوذ لحزب الله على الارض يتصاعد من وقت الى آخر فبدلا أن يقول الأخير إنه يريد أن يكون ضمن الدولة اللبنانية وضمن اللعبة الديمقراطية وداعمًا لحصر السلاح بيد الدولة فهو يرفع السقف بقوله إنه يرفض التنازل عن السلاح بالمطلق".
وأشار حاصباني الى أن "انسحاب إسرائيل وإعادة الاسرى وإعادة الاعمار هي مسائل ثانوية بالنسبة الى حزب الله وهذا بات واضحًا من خلال خطابات الشيخ نعيم قاسم التي تبتعد كثيرًا عن هذه الاهداف وبالتالي أصبح السلاح هو للنفوذ وللسيطرة الداخلية".
وكشف عن أنه "لم يكن هناك شرط من قبل الثنائي لانتخاب رئيس الجمهورية حيث إن نوابًا من الثنائي قالوا لنا بوضوح في مجلس النواب يوم جلسة انتخاب رئيس الجمهورية صباحًا إنهم لن يصوتوا في الدورة الاولى بل سيصوّتوا في الدورة الثانية".
وسأل حاصباني: "لماذا نريد جميعًا أن نراعي ظروف شريحة يقال عنها مجروحة وكأن بقية اللبنانيين ليسوا مجروحين في وقت كل الأدوات الاعلامية لهذه الشريحة والشخصيات العامة والرسمية والاعلامية التي تمثلها تقف بوجه بقية اللبنانيين وتستفزهم وتتهمهم بالعمالة وتهددهم بالسلاح؟".
وقال: "للأسف اذا لم يقم لبنان بدوره في ملف حصر السلاح سيكون هناك خطر بعدم الاتكال على الدولة اللبنانية في المرحلة القادمة والاتكال على دول أخرى وهذا يعرّض لبنان لمخاطر أكبر ومخاطر وجودية حتى".
ورأى أنه "إذا بقي "الحزب" على منواله سنصبح متفرجين على مستقبلنا لا صانعين له".
وفي ما يتعلق بالانتخابات النيابية المقبلة وما يتم التداول به حول أصوات المغتربين، شدد حاصباني أن "صوت المغترب اللبناني يجب أن يكون مؤمنًا قبل أي أحد".
ولفت الى أن "هناك مساومة بموضوع أصوات المغتربين وتهويل بتطيير الانتخابات"، مضيفًا: "بالمنظار العام القضية لم تعد قضية انتخابات نيابية فقط بل قضية وجودية لكيان لبنان حيث إن أمورًا تحصل تعيدنا الى الوراء في التاريخ وذلك بسبب ممارسات شبيهة بالممارسات القمعية والسلطوية خلال فترة الاحتلال السوري وما لحقها من سيطرة إيرانية عبر حزب الله وأدواته وحلفائه في لبنان بمساعدة النظام السوري السابق".
وأشار حاصباني الى أن "الوضع الاقليمي لا يزال يتفاعل ولم نصل الى مرحلة الاستقرار الاقليمي والمخاطر تتزايد جراء السلاح الموجود على الاراضي اللبنانية لانه قد يستجر أعمالًا إقليمية مضرة بلبنان"، مؤكدًا أن "هذه الصورة العامة هي الاهم في الوقت الحالي وهي تترجم في الامور الصغيرة منها زعزعة الانتخابات والسعي الى تحويرها للتمسك بالسلطة لضمان استمرارية دعم السلاح كما من خلال تسويف الاصلاحات".