الحواط: نرفض لبنان القديم ونريد وطناً يستفيد من طاقات شبابه

WhatsApp Image 2025-09-28 at 14.01.13_9afe26b4

أطلقت جمعية حاقل الخيرية في قضاء جبيل، نظامها للطاقة الشمسية المنفذ من شركة "سوليد غروب" بمسعى من جمعية مركز التنمية والديمقراطية والحوكمة C.D.D.G ضمن برنامجها N.O.U.R ، خلال احتفال اقيم في صالة كنيسة مار ساسين في البلدة، حضره النائب زياد الحواط .

وهنأ الحواط بلدة حاقل بإنجاز هذا المشروع، مثنياً على روح التضامن بين ابناء البلدة وشبابها بعيدا عن الحسابات والخلافات السياسية والذي لولاه لما تحقق هذا المشروع اليوم، ووجه الشكر لجمعية CDDG وشركة سوليد غروب على هذا الإنجاز مشددا على ضرورة ان "يعمم هذا المشروع على كافة قرى قضاء جبيل. وقال: "واحدة من أكبر الأزمات التي يعاني منها لبنان اليوم هي أزمة الكهرباء، وكذلك الأمر في مدينة جبيل وقضائها، وهي منطقة تضم السياحة والصناعة والزراعة، وكلها تحتاج إلى طاقة كهربائية، إذ لا يمكن لأي نشاط أن يُنجز من دونها لذلك، هذا المشروع ضرورة، ويجب أن يُعتمد في كل ضيعنا وقرانا من اجل استقطاب السياح، وحين نتحدث عن الإنماء تحديداً، فإنكم لستم بعيدين عنه أبداً، لأننا بحاجة إلى المبادرات لقد وصلنا إلى مرحلة لم يعد فيها ممكناً الاعتماد على السلطة المركزية فقط، فقد رأينا إلى أين أوصلتنا، ورأينا كيف انهارت مؤسسات هذا الوطن اليوم المبادرات الفردية هي الأساس لبناء المستقبل وعلينا أن نتكاتف ونتعاون كي نكون مجتمعاً سليماً ليبقى شبابنا وشاباتنا في قُرانا ومناطقنا، وإلا فإن شبابنا سيهاجرون ولن يبقوا في ضيعهم، سينتقلون إلى الساحل، ومنه إلى الخارج".

أضاف: "اليوم أمامنا فرصة أساسية ومحورية مع بداية عهد جديد يعيد تفعيل الدستور واتفاق الطائف، الذي من أبرز بنوده إلى جانب موضوع السلاح هو اللامركزية الإدارية الموسعة المالية والإدارية فاللامركزية هي حجر الأساس لبناء الأوطان المتطورة، ولا يقول أحد إن اللامركزية أو الفدرالية تعني التقسيم، بالعكس، هي بناء وطن جديد متطور يواكب العصر والحضارة ، ومن خلال اللامركزية، نستطيع تطوير قرانا وبلداتنا وتنمية مناطقنا، لأن السلطة المركزية خطفت القرار ولم تستفد من طاقات شبابنا وشاباتنا، بل منعتهم من العمل لخدمة مجتمعاتهم ونحن أمام استحقاقات كبيرة فلبنان اليوم أمام خيارين: إما الزوال، أو إعادة بناء وطن جديد يشبه طاقات شبابنا وشاباتنا".

وأردف: "لدينا شباب نفتخر بهم في كل مكان فأينما وجدت شركة ناجحة في العالم، ستجد لبنانياً فيها، وأينما وجدت مؤسسة متميزة، ستجد لبنانيين أكفاء. لكن للأسف، لم نستفد من خبراتهم لأن السلطة المركزية أبقت اللبنانيين تحت رحمة مجموعة من الأشخاص الذين أداروا البلد بعشوائية حتى الانهيار، لذلك اللامركزية هي الطريق الجديد، وهي خشبة الخلاص من أجل لبنان جديد، نبدأ بالكهرباء، ثم بالنفايات، ثم بالبنية التحتية، وهكذا نصبح أمام قرى ومدن قادرة على استيعاب الزوار والسياح، وتتحول إلى مدن سياحية وزراعية وصناعية منتجة، وبذلك نتمكن من إبقاء شبابنا في ضيعهم ليستفيد الوطن من خبراتهم لبناء لبنان جديد وإلا فنحن متجهون نحو المجهول والانهيار. نحن أمام مرحلة جديدة، إما أن نكون على قدرها ونوصل صوتنا، أو أن المشكلة تكون فينا نحن".

وسأل: "هناك محطة أساسية لتحديد أي لبنان نريد: هل نريد لبناناً على صورة لبنان القديم، أم لبناناً حديثاً يشبه طاقاتنا؟ هل نريد لبناناً يستفيد من خبرات شبابه، أم أن نُبقي على غير الكفوئين الذين أوصلونا إلى الانهيار؟ أما في ما يخص قضاء جبيل، فالمشاريع الإنمائية لا يمكن أن تنجح دون خطة شاملة متكاملة، لأن الحلول الجزئية تبقى ترقيعية ، لكن بجهودنا، أطلقنا عدداً كبيراً من المشاريع التي تصل إلى نحو 4 ملايين دولار، لتأهيل الطرقات في القرى والبلدات، نحن قمنا بمسح شامل مع رؤساء البلديات والمخاتير لتحديد الحاجات من زفت وبنية تحتية. وقد غطينا حتى الآن جزءاً كبيراً، وسنغطي الباقي، وأعدكم أنه في عامي 2025-2026 ستصبح معظم الطرقات في القضاء بحالة مقبولة، فمع الأسف، وصلنا إلى القرن الحادي والعشرين وما زلنا نتحدث عن طرقات بلا زفت، وهذا ليس مشروعاً انتخابياً ولا دعاية، بل واجب علينا كمسؤولين".

أضاف: "بلدة حاقل تتمتع بفصيلة الأسماك المتحجرة التي وُجدت فيها منذ ملايين السنين علينا أن نعيد إحياء هذا التراث الجيولوجي المميز، لأنه قادر على استقطاب الزوار والسياح من كل مكان إذا أنشأنا متحفاً أو مركزاً لعرض هذه الأسماك وشرح كيفية تكوينها، سنحوّلها إلى مورد سياحي واقتصادي كبير. هذه ثروة طبيعية عظيمة في أيديكم، ويجب الاستفادة منها بكل الإمكانات الممكنة، بالتعاون مع الجهات المانحة والداعمة وبهذا نكون نعرّف العالم على حاقل، وندخل أموالاً إلى الضيعة، ونخلق فرص عمل لأهلها، علينا أن نعتمد على أنفسنا، فلدينا كل الطاقات والإمكانات. وأنا أضع نفسي بتصرفكم للمساعدة في تطوير هذا المشروع بالتعاون مع الجهات المانحة. وأؤكد أننا نعمل على مشروع طاقة بديلة في جبيل، بالتعاون مع وزارة الطاقة ومؤسسة امتياز كهرباء جبيل، لإنشاء ثلاثة معامل لتوليد الكهرباء، بقدرة إجمالية تصل إلى 70 ميغاواط، مما سيخفف فاتورة المواطن بنسبة 40% معلنا ان هناك شركة أميركية قدمت العرض والتمويل الكامل للمشروع، على أن يتم الدفع عبر بيع الطاقة المنتجة لشركة الكهرباء فهذه هي أهمية اللامركزية في ملف الكهرباء، فقد أثبتت السلطة المركزية فشلها الذريع".

وختم: "إن تضامن أهالي حاقل، ولجنة الوقف، والجمعيات، والأبرشية، وجميع المكونات، يشكل نموذجاً يُحتذى به، ونشكر كل من دعم وساهم في هذه المبادرات ونأمل أن نتابع معاً المشاريع الإنمائية، لأن بناء الوطن لا يكون فقط باستعادة السيادة، بل ببناء مؤسسات قوية تستثمر في شبابنا وشاباتنا، لصناعة مستقبل مشرق لهم وللبنان".

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: