ضحكتان مؤلمتان

lebanon-1

ضحكتان مؤلمتان

الأولى، ضحكة افيخاي أدرعي الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، وهو يتمشى مزهوًا في الجنوب داخل الأراضي اللبنانيّة موجّهًا رسائل التحدي والاستهزاء والعجرفة الى قيادات "حزب الله" التي "تدّعي الانتصار فيما هي عاجزة عن الردّ ولو برصاصة واحدة على الضربات الاسرائيليّة".

والضحكة الثانية المؤلمة هي ضحكة الحاج وفيق صفا وهو يجلس مزهوّاً أمام صخرة الروشة فيما مرافقوه يتوجّهون بكلمات التحدي والاستهزاء والعجرفة الى رئيس الحكومة نواف سلام وهو وحده الذي تجرّأ وأدان "بنيامين نتنياهو" من أعلى منبر للعدالة في العالم أي "المحكمة الدوليّة".

بمعنى آخر، إسرائيل تتحدّى "حزب الله"، و"حزب الله" يتحدّى بيروت ونوّاف سلام.

يا للهول.

في الذكرى الأولى لاغتيال الأمينَين العامَّين لحزب الله السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين، عدّد الشيخ نعيم قاسم محطات الانتصار في "حرب الإسناد" التي أعلنها الحزب "إسناداً لغزة"، فأخبرنا عن الانتصار بتنظيم مأتم حاشد للسيّدَين نصرالله وصفيّ الدين، وأخبرنا عن الانتصار بانتخاب أمين عام جديد للحزب، وأخبرنا عن الانتصار الناتج عن إصرار الجنوبيّين على العودة الى ديارهم، وأخبرنا عن الانتصار بالانتخابات البلديّة، وأخبرنا عن الانتصار بتعيين بدائل للقيادات التي اغتالتها إسرائيل، لكنّه لم يستطع إخبارنا عن انتصار عسكري واحد بوجه العدو الأسرائيلي الغاشم، فلو فَعَل فلبربما كان أقنعنا بسبب تمسّكه بسلاحه واستعداده لخوض حرب "كربلائية" في وجه مَن يطالبه بحصريّة السلاح.

 أمّا وأنّ الانتصارات في وجه إسرائيل هي فقط انتصارات تشييعيّة وتنظيميّة وإداريّة فلم يعد هناك من داعٍ للاحتفاظ بالسلاح.

تناقلت بعض وسائل الاعلام المقروءة والالكترونية خبراً مَفَاده وجود خلافات حزبيّة بين الشيخ نعيم قاسم والحاج وفيق صفا، لكن أحداث هذا الأسبوع أثبتت أنّهما متفقان أقلّه على نقطة واحدة، وهي أنّ عدوّهما المُعلَن هو إسرائيل لكنّ الهدف الحقيقي هو الاستقواء على الدولة اللبنانيّة وعلى الحكومة ورئيسها وعلى الدستور والقوانين.

فصل ثانٍ.

 النائب جبران باسيل  يستكمل جولاته في بعض قرى قضاء جبيل حيث كان في استقباله ما لا يزيد عن عشرات الأشخاص. فخطب، كما عادته، عن نجاحاته في ملفّات السدود والكهرباء وعن محاربته للفساد، وذلك من دون خَجَلٍ او وَجَل من ماضيه في السلطة.

 لكن أهمّ ما قاله باسيل: "نحن لا نريد أن تَدوسَنا إسرائيل او أن تدخل علينا سوريا مرّة أخرى، فنحن نريد تسليح الجيش اللبناني ليدافع عنا وعن حدودنا".

يعني جبران باسيل يتبنّى حرفياً نظريّة حزب الله ألا تسليم لسلاحه قبل تسليح الجيش اللبناني لمحاربة إسرائيل وسوريا الشرع.

لكن "الألذّ" بكلام باسيل عندما قال "نحن لا نريد جيشاً يقاتل شعبه، نحن لا نريد تسليح الجيش اللبناني ليُقاتل شعبَه. تَسعون (المقصود الدولة والحكومة) لوضع الجيش اللبناني بمواجهة شعبه كما حصل البارحة وتنفّذون وصيّة الخارج، هكذا تكون الفتنة"!!

سؤال نوجّهه للنائب باسيل: عندما ضرب قائد الجيش السابق العماد ميشال عون الداخل اللبناني في العام 1990 في حرب الإلغاء، هل كان المُعتَدَى عليهم من الشعب اللبناني أو كانوا مُرتَزَقَة من كوكب المرّيخ؟

إنّها الذمّية السياسيّة من أجل تحالفات انتخابية ومواقع سلطويّة ومنافع حُصَصِيّة.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: