في مشهدٍ حمل أبعاداً تتجاوز الطابع البروتوكولي، قلد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون قائد الجيش العماد رودولف هيكل وسام الأرز الوطني من رتبة الوشاح الأكبر، تقديراً لما وصفه بعطاءاته الوطنية ومهامه القيادية.
وقد أتى هذا التكريم في وقت تشهد فيه البلاد توترات متزايدة، لا سيما في الجنوب، وفي ظل تحديات أمنية مستجدة على الساحة الداخلية، وقد أطلع العماد هيكل رئيس الجمهورية على صورة الأوضاع الأمنية في الجنوب وسائر المناطق اللبنانية، مؤكداً جهوزية الجيش واستمراره في القيام بمهامه بكل مسؤولية.
لكن خلف هذا المشهد، برزت مواقف سياسية متباينة، لا سيما حيال توقيت التكريم ومغزاه، فمصادر سياسية بارزة رأت، في حديث خاص لموقع "LebTalks"، أن الوشاح الذي قلّد للعماد هيكل جاء نتيجة مباشرة لأداء الجيش خلال مظاهرة الروشة الأسبوع الفائت، حيث نجح في احتواء التوتر وحماية السلم الأهلي من دون أي احتكاك أو استخدام للعنف، في مشهد نادر في المنطقة.
إلا أن المصادر نفسها عبرت عن قلق بالغ من محاولة تصوير الحفاظ على السلم الأهلي كهدفٍ منفصل عن تطبيق القانون، وقالت: الأداء الأمني وحده لا يكفي إذا ترافق مع تجاوز واضح لقرارات الدولة، كما حصل في مسألة عدم تنفيذ قرار الحكومة بمنع إضاءة صخرة الروشة، معتبرة أن الاكتفاء بالتظاهر السلمي مقابل تغييب دور المؤسسات يُعزز منطق الدويلة على حساب الدولة.
أضافت المصادر، أن ما جرى قد يُسيء إلى صورة لبنان أمام المجتمع الدولي، الذي يولي أهمية كبرى لفرض القانون، حصر السلاح بيد الشرعية، واستعادة لبنان لسيادته الكاملة على أراضيه.
وتخلص المصادر الى القول: يطرح هذا المشهد تساؤلات جوهرية حول موقع الجيش اليوم بين الحفاظ على الأمن، وبين التوازن الحرج بين الشرعية وواقع التجاذبات السياسية والأمنية في البلاد، فهل يُشكل الوسام تكريماً مستحقاً أم رسالة ضمنية في سياق أكثر تعقيداً؟