"خبز العرب بلا ملح"

rached fayed

أشار الصحافي راشد فايد إلى أنّه "تشي غربلة البيانات والتصريحات التي رافقت قمة قطر، بأن ما كان مأمولا منها ليس سوى تبريد التفاعل الشعبي في المنطقة بعدما اعتدت اسرائيل على سيادة قطر وأمن دول مجلس التعاون الخليجي، والوجود العسكري الأميركي ممثلا بقاعدة العيديد الأميركية التي لم تتدخل برغم أنها  تسيطر على أجواء المنطقة، ويفترض أن الهدف من وجودها منع هكذا عدوان غاشم لاسيما على دولة تتميز بتحالفها وصداقتها مع الولايات المتحدة، ما يدفع الى التساؤل: ماذا ستفعل العيديد في حال هجوم اسرائيلي مماثل على دولة أخرى خليجية أو غير خليجية؟"

وقال فايد: "مقارنة بسيطة بين استشهاد غزة يوميا، والإعتداء الاسرائيلي على قطر، وردود الفعل العربية على كل منهما، تكشف طبقية في المنظومة العربية وتُذْكر بأن جامعة الدول العربية شهدت منذ تأسيسها انعقاد 50 قمة عربية لم  تغير في الواقع المر شيئاَ، فهذه غزة التي يعيش أهلها الهولوكوست العربي وتنتهك انسانيتهم جوعا وتشريدا وتدميرا تواصل استخراج الحياة من ثنايا الموت. وبرغم سنتين من التنكيل بالفلسطينيين في غزة والضفة الغربية لم تخرج القمم العربية والإسلامية بقرارات حازمة وكأن المقتلة الفلسطينية  من طبيعة الأمور في العلاقات الدولية، بدليل استمرارها منذ سنتين لم تلوح خلالهما أي دولة عربية بقطع حبل الود مع اسرائيل، أو وقف التعامل معها، أو تجميد أي اتفاق. لكنها حذّرت اسرائيل من تكرار غيها، واستمرت في تجاهل الدور الاميركي الفج والفاجر."

أضاف: "يقر العرب بأن فلسطين هي "قضيتهم المركزية"، وهي منذ تأسيس جامعة الدول العربية بند رئيس على جدول أعمال القمم العربية العادية والطارئة، منها القمة العربية التأسيسية في "قصر أنشاص" المصري، بدعوة من الملك فاروق، بحضور الدول السبع المؤسسة للجامعة العربية، وهي: مصر، وشرق الأردن، والسعودية، واليمن، والعراق، ولبنان وسوريا."

واشار إلى أنه "وفي كانون الثاني عام 1964، عُقدت قمة القاهرة التي أرست تأسيس "منظمة التحرير الفلسطينية". وتعدُّ قمة الخرطوم في آب 1967، واحدة من القمم الشهيرة في الذاكرة العربية؛ كونها عُرفت باسم قمة "اللاءات الثلاث: لا صلح، لا اعتراف، لا تفاوض"، (ماذا بقي منها؟) وجاءت بعد الهزيمة في حرب حزيران1967 . وهذه دخلت ثنايا أرشيف الجامعة."

وأكّد أنّ "ظلت القضية الفلسطينية الهاجس الأكبر في جميع القمم العربية، وحملت بياناتها قرارات مهمة، مثل قمة الجزائر في تشرين الثاني 1973، التي دعت إلى الانسحاب الإسرائيلي من جميع الأراضي العربية المحتلة بما فيها القدس. وقمة الرباط في تشرين الأول 1974، التي أكدت ضرورة الالتزام باستعادة كامل الأراضي العربية المحتلة في عدوان 1967، واعتمدت منظمة التحرير ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الفلسطيني. وقمة فاس في أيلول 1982 التي أقرَّت مشروع الملك عبد الله للسلام. وقمة الجزائر في تموز 1988 بهدف "تقديم الدعم للانتفاضة الفلسطينية"".

تابع: "ورداً على اقتحام رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون المسجد الأقصى، استضافت القاهرة قمة عربية في تشرين الأول 2000. وتبنّت قمة بيروت 2002، "مبادرة خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز للسلام في الشرق الأوسط"، التي تعرف بـ"المبادرة العربية للسلام". وفي تشرين الثاني عام 2023 عُقدت القمة العربية - الإسلامية الطارئة في الرياض رداً على التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة، ودعت السعودية "قمة متابعة عربية إسلامية مشتركة"، في 2024، إلى بحث استمرار العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية ولبنان، والتطورات الراهنة في المنطقة، ثم جاءت "قمة فلسطين" الطارئة في القاهرة خلال آذار2025 لمواجهة تحدي التهجير وتصفية القضية الفلسطينية."

أضاف : "كل تلك القمم لم تغير في الحال أمراَ، واستفاد القادة العرب من غنى اللغة العربية ليظهروا ما يمكن تسميته بالتهديد الودي، واستمروا في تحبير بطولات تنقذ ماء الوجه، برغم نصيحة المتنبي بأن وضع الندى في موضع السيف بالعلا مضر كوضع السيف في موضع الندى" ويعني أنه لا يجب استخدام العطاء (الندى) في مواقف تتطلب القوة (السيف)، ولا يجب استخدام القوة في مواقف تتطلب العطاء. فالندى هنا يشير إلى الكرم والإحسان، والسيف إلى القوة. والندى اختصاص العرب بينمى القوة احتكار اسرائيلي."

وختم: لكن لم يعد للسيف مكان حتى ولو حل بديل هو أحدث أدوات القتل، مما توفره واشنطن، علنا وبوضوح، لتل أبيب، ولكن لا ذكر لها ولدورها في اجتثاث الجنس العربي من على وجه البسيطة، برغم إغراقها بالكرم العربي، وكأن "خبز العرب بلا ملح".

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: