"25% من الشيعة مع التغيير".. هادي مراد: فرصة لخرق مقعد على الأقل

hady-mrad

 صُوِّر حزب الله، على مدى سنوات، أنه الصوت الأوحد للطائفة الشيعيّة، و"الدرع الحامي" لها، حتى بات كل شيعيّ يُعامَل وكأنه جزء من هذا المشروع السياسي والعسكري. لكنّ الحقيقة أنّ هناك آلاف الأصوات التي رَفضت هذه المعادلة، ورأت أنّ "الحزب" لا يمثّلها، وأنّ "انتصاراته" لم تجلب سوى مزيد من الخسارات.

المعارضون الشيعة اليوم يعيشون في دائرة الخطر، محاطين بالترهيب واتهامات بالخيانة. بعضهم قُتل، كما حدث مع الباحث والناشط لقمان سليم، المعروف بمعارضته العلنية لـ"الحزب" داخل البيئة الشيعية، وانتقاده تبعيته لإيران وهيمنته على الدولة.

فقد اغتيل سليم في 4 شباط 2021، وأُطفئ صوته في جريمة صدمت الرأي العام واعتُبرت رسالة ترهيب لكل الأصوات الشيعية المعارضة. أما آخرون، فيعيشون تحت تهديد دائم أو يختارون الصمت القسري حفاظاً على حياتهم، ولا يزالون الشيعة المعارضون يتعرّضون لحملات تهديد.

الحملات ضد الشيعة المعارضين: مبرمجة أم عفوية؟

وفي هذا السياق، شدّد الدكتور هادي مراد، في حديث خاص لموقع "LebTalks"، على أنّ "الحملات ضد الشيعة المعارضين ليست عفوية، بل منظّمة، ويقودها الحزب عبر ما يُسمّى بالنسيج الإلكتروني، الذي يوجّه أنصاره للضغط والشتائم بحقّ كّل مخالف".

أضاف: "على الرغم من هذه الحملات، نجحنا في تحقيق بعض المكاسب الإيجابية". وقال: "أصواتنا تُسمع ونؤثر في البيئة والداخل، لكن الأبواق التي تهاجمنا لا تمثل هذه البيئة. ويُقدّر أن نحو 25% من الشارع الشيعي يرغب في التغيير".

وأكّد أنّه "استنادًا إلى العديد من الإحصاءات في لبنان، هناك على الأقل فرصة لتحقيق خرق في مقعد شيعي واحد في الانتخابات النيابية المقبلة، وربما أكثر من ذلك، ما يعكس تنامي المزاج المعارض داخل الطائفة".

وعن تصريح النائب مروان حمادة، "الجنازة حامية والميت كلب"، أكّد أنّ كلامه "فُهم بشكل خاطئ"، موضحًا: "كشخص موضوعي ومحايد، أفهم أنّه كان يتحدث عن الفكرة العامة للخبر، أي الجنازة الحامية أو فكرة صخرة الروشة وإضاءتها، ولم يكن يقصد الأمين العام لـ"الحزب" السابق السيد حسن نصرالله شخصيًا".

كما اعتبر مراد أنّ "إضاءة صخرة الروشة أثارت بلبلة، وأُعطي الموضوع أكثر مما يحتمل"، ورأى أنّه "أصبح اليوم إضاءة صخرة أو لمبة أو تزفيت طريق من معايير الانتصار والفوز، ووسائل للراحة النفسية لحزب الله".

وأكد أنّ "السلطة ساعدت من الناحية النفسية، تحديدًا بيئة "الحزب"، على تحقيق هذا المكسب، في محاولة لإعطائها شعورًا بالراحة قبيل تسليم السلاح".

رسالة من مراد إلى "الحزبيين"

وتوجّه عبر "LebTalks" إلى "الحزبيين" قائلًا: "ابقوا على هذا المنوال إن شئتم، فلتنتصروا دائمًا، فالنصر نعمة، لكن ما نبحث عنه هو النصر بالعقل".

أضاف: "أي إنسان فاقد للعقل قد ينتصر ظاهريًا لكنه في الحقيقة خاسر،  قد ينتصر بموتِه أو بقتلِه أو بتدمّر بيوته. النصر إن لم يقترن بالحكمة والمسؤولية فقد فقد معناه".

وختم مراد بالقول: "أول معايير النصر في أي حرب هو الاعتراف بالخسارة حين نُهزم. إن لم نذق طعمَ الهزيمة فلن نعرف طعمَ النصر الحقيقي، فالهزيمة ليست عيبًا، بل إحدى أبواب السلم ودرجاته التي توصِل إلى الانتصار. وطالما أنتم تُعلِنون الانتصار متخذين منه شعارات فقط، فلن تذوقوا طعم الانتصار الحقيقي".

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: