ترفض أوساط سعودية الأقوال التي كانت ولا تزال تسري في لبنان عن أن المملكة العربية السعودية تخلت عن دعمها لهذا البلد، ولفتت إلى أن الإهتمام السعودي قائم في شكل دائم ولكن تجاوب السلطات اللبنانية مع هذا الإهتمام بطيء وحتى يمكن القول أحياناً بإنه كان شبه لا مبال.
وتبلغ المسؤولون اللبنانيون من الرياض أن المملكة العربية السعودية ودول لجنة الخماسية أي الولايات المتحدة وفرنسا ومصر وقطر يتابعون عن كثب مسألة حصر السلاح وأنهم ينتظرون حتى نهاية العام كي يكونوا صورة واضحة عن مدى التزام السلطة اللبنانية بهذا القرار وعندها سيتخذون الموقف المناسب في ضوء ما سيتوفر لهم من معلومات ولا سيما من خلال لجنة مراقبة وقف النار، وحذرت الرياض من ان التقاعس في هذا السياق سيبدد التفاؤل الحذر الموجود لديها حالياً ولدى دول أخرى.
السعوديون أبلغوا الجانب اللبناني أنهم لا يزالوا يعتبرون حزب الله حزباً إرهابياً ولكن لا مشكلة لديهم مع الطائفة الشيعية في لبنان وأن المملكة لن تسمح بالمس بأي مكون من المكونات اللبنانية، وأشاروا إلى أن حزب الله أمام خيارين فإما أن يتخذ قرارات براغماتية لينقذ نفسه وإما سيكون أمام قرار بالانتحار.
وأكد السعوديون أن المشكلة مع لبنان لا تزال مشكلة ثقة وأن على المسؤولين اللبنانيين أن يعملوا من أجل أن يكسبوا ثقة العرب والعالم من خلال تطبيق حصرية السلاح والإصلاحات وأن المؤشر لاستعادة الثقة سيكون عندما يرى العالم ولي العهد محمد بن سلمان وإلى حانبه الرئيس جوزاف عون ووزراء من البلدين يوقعون على ٢٤ إتفاقية بين لبنان والمملكة في مختلف المجالات.
السعوديون أثنوا على تعاون القوى الأمنية اللبنانية معهم في ضبط عمليات تهريب الكبتاغون وفي تنظيم حركة الدخول عبر المطار إلى لبنان، وكشفوا أنهم اختبروا إجراءات الدخول هذه من خلال إرسال سعوديين إلى لبنان للدخول رغم الحظر الذي لا يزال قائماً معتمدين على تعاون عناصر أمنية معهم وعدم ختم جوازات سفرهم كي لا يعرف أنهم دخلوا الأراضي اللبنانية، وقد رفض الأمن العام إدخالهم بهذه الطريقة وأعادهم إلى المملكة.
وانطلاقاً من هذا التعاون تدرس المملكة جدياً رفع الحظر عن سفر السعوديين إلى لبنان رغم أن بعض المخاطر الأمنية لا تزال قائمة ويجري تقييمها.