سلّم المغني فضل شاكر نفسه إلى الجيش اللبناني أمس السبت، بعدما أمضى أكثر من عقد متوارياً داخل مخيم للاجئين الفلسطينيين، صدرت خلاله أحكام بالسجن على خلفية قضايا مرتبطة بالإرهاب.
وقال مصدر إن "الفنان فضل شاكر سلّم نفسه للجيش اللبناني عند مدخل مخيم عين الحلوة قرب مدينة صيدا في جنوب لبنان، وذلك كمقدمة لإنهاء ملفه القضائي".
وذكر شهود أن "شاكر مشى من مخيم عين الحلوة إلى حاجز للجيش قرب الحسبة في صيدا، وكان مرتاحا وغير مضطرب ويتحدث إلى أصحابه بتفاؤل".
وأضاف الشهود أن "ثلاثة ضباط من الجيش اللبناني تسلموه تمهيدا للبدء في استجوابه لاحقاً".
وحسبما قال مسؤولان أمنيان وقضائيان فإن "عملية تسلم شاكر، جاءت بعد تنسيق بين وسطاء ومسؤولين في وزارة الدفاع اللبنانية".
وأوضح المسؤولون أنه "بعد احتجاز شاكر لدى السلطات اللبنانية، سيجري إسقاط الأحكام التي صدرت بحقه أثناء هروبه وسيجري استجوابه استعدادا لمحاكمته بتهم جديدة بارتكاب جرائم ضد الجيش".
وقال مصدر مقرب من شاكر "انه مؤمن ببراءته ويثق باستقلالية القضاء اللبناني الذي سينصفه هذه المرة".
أحكام بالسجن 22 عاماً
يعد شاكر المولود في صيدا العام 1969، واحدا من أبرز المطربين في العالم العربي، وعرف بأعماله الرومانسية ودفء صوته، إلى أن اعتزل الغناء في 2012 بعد تقرّبه من أحمد الأسير.
وفي حزيران 2013، اندلعت اشتباكات بين أنصار الأسير والجيش في بلدة عبرا قرب صيدا، إثر هجوم على حاجز عسكري.
وأدت المعارك إلى مقتل 18 عسكرياً و11 مسلحاً، وانتهت بسيطرة الجيش على مجمع كان يتخذه الأسير ومناصروه، ومنهم فضل شاكر، مقرا لهم.
وتوارى شاكر، واسمه الحقيقي فضل شمندر، في مخيم عين الحلوة الأكبر للاجئين في لبنان.
وأصدر القضاء العسكري حكمين غيابيين في حق شاكر في العام 2020، قضى الأول بسجنه 15 عاماً مع الأشغال الشاقة وتجريده من حقوقه المدنية بعد إدانته بجرم "التدخل في أعمال الإرهاب الجنائية التي اقترفها إرهابيون مع علمه بالأمر عن طريق تقديم خدمات لوجستية لهم"، والثاني بسجنه سبع سنوات مع الأشغال الشاقة وغرامة مالية بتهمة تمويل جماعة الأسير والإنفاق على أفرادها وتأمين ثمن أسلحة وذخائر.
أما الأسير الذي أوقفته السلطات عام 2015 أثناء محاولته الفرار عبر مطار بيروت، فصدر حكم بإعدامه في 2017.
وسبق لشاكر أن دفع عبر موكليه ببراءته، مؤكدا عدم مشاركته في إطلاق النار على الجيش خلال المعارك التي عرفت في حينه بـ"أحداث عبرا".