الراعي من الديمان: المسبحة سلاحنا الروحي ضد الانقسام واليأس

558915984_1137845971777945_837632214758816430_n

ألقى البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي عظة بمناسبة أحد الورديّة في قدّاس احتفالي أقيم في الديمان صباح الأحد 5 تشرين الأوّل، بحضور حشد من المؤمنين، متحدّثًا عن معنى الحياة والموت والقيامة، وداعيًا إلى الصلاة من أجل لبنان في زمن الأزمات والانقسامات.

استهلّ البطريرك عظته بتأملٍ في قول يسوع: "حيث تكون الجثّة، هناك تجتمع النسور" (متى 24:28)، موضحًا أن هذا التشبيه يشير إلى المؤمنين الذين "يحلقون كالنسور نحو السماء عند مجيء المسيح، ملتفين حول ذبيحته القربانية"، ومعتبرًا أن الذبيحة الإلهية هي "الينبوع الذي يرفع القديسين والبرّرة نحو عرش الحمل المذبوح".

وتوقّف عند رمزية الصليب والمسبحة، معتبرًا أن "الوردية هي الطريق الذي يقودنا إلى المسيح القائم من بين الأموات"، وأنها "مدرسة التأمل في أسرار الفرح والألم والمجد والنور".
وأشار إلى دعوة العذراء في ظهوراتها في لورد وفاطيما: "صلّوا المسبحة من أجل التوبة وعودة الخطأة وبسط السلام."

وفي فقرة مؤثرة من عظته، استحضر الراعي القديس يوحنا بولس الثاني الذي جعل من المسبحة محور حياته، مذكّرًا بأنه "لم ينم يومًا دون أن يتلو مسبحته"، وأنه "غادر هذه الأرض والمسبحة بين يديه"، مؤكدًا أن "الوردية كانت سر حياته وسلاحه الروحي في مواجهة الألم والموت".

ثم دعا البطريرك إلى الصلاة من أجل لبنان قائلاً:

"لبنان اليوم بأمسّ الحاجة إلى صلاة الوردية. ففي زمن الانقسامات والضياع، نحن مدعوون لأن نرفع المسبحة من أجل وطننا."

واستخدم الراعي تشبيهًا رمزيًا معبّرًا عن وحدة اللبنانيين:

"كما يجمع خيط واحد حبات المسبحة، كذلك يجمع الإيمان أبناء الوطن. إذا انقطع الخيط تفرط الحبات، وإذا بقي متينًا يبقى العقد جميلاً ومترابطًا."

وختم البطريرك عظته بالدعوة إلى تلاوة المسبحة بعد القداس، قائلاً:

"لتكن المسبحة الورديّة رفيقة دربنا، وسلاحنا الروحي، وجسر عبور إلى السماء."

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: