طويت صفحة واقعة إضاءة صخرة الروشة سياسياً وسلكت مسار المعالجة في القضاء، ولو أنها تركت غيوماً في سماء العلاقة بين قصر بعبدا والسراي الحكومي، سرعان ما تدخلت المملكة العربية السعودية لتبديدها، بعدما كان رئيس الحكومة نواف سلام، قد تعرض لحملة من قبل "حزب الله" ومسؤوليه ولا تزال مستمرة إلى اليوم.
وعلى الرغم من أن هجوم "الحزب" على رئيس الحكومة مدعوم إيرانياً، إلا أن تدخلات ديبلوماسية فورية سجلت أخيراً وحالت دون تطور التباين حول قضية التعاطي مع الحزب وضمناً سلاحه إلى واقع معقد يهدد بتصعيد المشهد السياسي الداخلي.
وعند هذا الحد، تقول مصادر ديبلوماسية مطلعة، أن التدخل السعودي قد لعب دوراً في الحؤول دون حصول انقلابات سريعة على الساحة المحلية، ما قد يهدّد بإضاعة فرصةٍ اعادة بناء دولة المؤسسات وتنفيذ الدستور وتطوير مؤسسات الحكم وتنفيذ سلسلة الإصلاحات التي نصّ عليها اتفاق الطائف بالدرجة الأولى.
وتلاحظ المصادر الديبلوماسية وجود عوامل عدة تدفع للحفاظ على هذا الدور السعودي الذي يشكل ما يشبه شبكة أمانٍ للواقع الداخلي، عبر الحرص على وضع حدود لأي خلافٍ قد يأخذ طابع أزمة حكمٍ ويؤدي إلى تعطيل المؤسسات، بينما المطلوب لبنانياً قبل أن يكون عربياً أو دولياً، هو استمرار مسيرة إعادة بناء الدولة واستعادة السيادة، وذلك في لحظة الحاجة اللبنانية إلى الدعم الخارجي في أكثر من مجال.
وبانتظار اتضاح الصورة وإنهاء الحرب في غزة تعتبر المصادر أنه على لبنان التعامل مع استحقاقاته الداخلية، وتعزيز التعاون بين كل الأطراف المعنية بملف حصر السلاح، من أجل مواجهة تحديات المرحلة المقبلة.