يثبت الرئيس جوزاف عون يوماً بعد يوم أنّه رئيس حاضر في الميدان، لا يكتفي بالمتابعة من وراء المكاتب، بل يواكب عمل مؤسسات الدولة من داخلها، متفقداً الإدارات والمرافق العامة، ومراقباً سير العمل فيها، في خطوة باتت تشكل نهجاً ثابتاً في عهده.
فمنذ تولّيه المسؤولية، جعل الرئيس عون من زيارة المؤسسات والإدارات الرسمية أداة متابعة فعلية، تهدف إلى إعادة الانضباط والشفافية إلى العمل الإداري، وإلى بث روح جديدة في الجسم الوظيفي الذي أنهكته سنوات من الإهمال والروتين.
ولم تأتِ هذه الجولات من باب البروتوكول أو الاستعراض الإعلامي، بل كجزء من رؤية متكاملة يعتبر فيها أنّ إصلاح الدولة يبدأ من كعب الهرم، من الموظف في مكتبه، والمصلحة في منطقتها، والمؤسسة التي تلامس حياة المواطن مباشرة.
بهذا النهج، يسعى الرئيس عون إلى ترميم الثقة بين الدولة ومواطنيها، من خلال حضور فعلي ومتابعة دقيقة لكل التفاصيل التي تمسّ الناس في يومياتهم. فالدولة، لا تُبنى من فوق إلى تحت، بل من القاعدة إلى القمة، عندما يشعر المواطن أنّ المؤسسات تعمل لأجله، لا ضده.
وقد لاقت هذه المقاربة ارتياحاً في الأوساط الإدارية والشعبية، إذ رأى فيها كثيرون محاولة جدّية لإعادة الاعتبار إلى هيبة الدولة، عبر حضور رئيسها في قلب المرافق العامة، لا في عزلة القصر.
فحيثما وُجدت مؤسسة لبنانية، يمكن أن يُسجّل حضور للرئيس عون، يتابع، يسأل، ويحرّك عجلة العمل بروح المسؤول الذي لا يترك ملفاً من دون متابعة.
إنها رئاسة تُمارس على الأرض لا في الخطابات، وقيادة تدرك أنّ بناء الدولة لا يتم بقرارات فوقية، بل بتكريس ثقافة المسؤولية والانضباط داخل المؤسسات.
من هنا، تبدو رؤية الرئيس عون مساراً لإحياء ما تبقّى من ثقة اللبنانيين بدولتهم، انطلاقاً من قاعدة بسيطة، الدولة القوية تُبنى بالمؤسسات، لا بالشعارات.