فيما لا تزال التشكيلة الحكومية تتأرجح يومياً بين التفاؤل والتشاؤم، تتبدّل العقد تباعاً وتبرز المخاوف من العودة الى نقطة الصفر، في ظل الانهيارات المتتالية التي يعيشها اللبنانيون، من دون أي بصيص أمل بإمكانية إيقافها من قبل المسؤولين المتناحرين، إذ سرعان ما يغيب ذلك البصيص بسبب المحاصصة على الحقائب الدسمة والشروط المتبادلة. فكل عقدة تُحّل تُستبدل سريعاً بأخرى أكثر تعقيداً، والنتيجة المزيد من الإنتظار والاعتكاف المبطّن، والتفاؤل فقط أمام المنابر الإعلامية الذي عاد بعد ظهر أمس، وإن على أسس غير متينة، مع حضور الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي الى قصر بعبدا، على أثر اتصال تلقاه من رئيس الجمهورية ميشال عون، فحصل اللقاء الذي سيُتابع بعد ظهر اليوم للبحث في مسودّة تشكيلة ” اللاغالب ولا مغلوب”، وهذا هو العنوان الأبرز في الاجتماعات المتكرّرة التي لم تصل بعد الى خواتيمها، إلا في حال تحقق هذا الشعار الذي يقوم عليه لبنان منذ عقود.
في اختصار، هذا هو العنوان التفاؤلي الذي سيخلق التشكيلة المنتظرة التي تتطلّب أيضاً تدّخلاً دولياً فاعلاً، لا بالشعارات والوعود التي اُطلقت لحظة تكليف الرئيس ميقاتي، فحُظي بدعم كلامي من قبل واشنطن وباريس، وهو استند على هذين الدعمين للوصول الى برّ الأمان الحكومي ولدخول السراي من الباب العريض، لكن الحقيقة مغايرة، إذ لم يصل الضغط الدولي حتى اليوم الى الحسم، بل اقتصر على التشجيع والدعم، وهذا لا يكفي مع دولة وصلت الى الانهيار في كل مؤسساتها وقطاعاتها.
الى ذلك، يشير مصدر سياسي مطلّع على ما يجري في الإطار الحكومي، في اتصال مع موقع lebtalks الى أن ّخانات اللائحة الوزارية لم تمتلئ بعد بسبب غياب الاتفاق النهائي على الأسماء، وكل ما يُردّد عن أمتار قليلة للوصول الى الخاتمة السعيدة ليس دقيقاً، فالخلاف لا يزال قائماً على بعض الأسماء المحسوبة على تيارين، لافتاً الى وجود مخاوف لدى الرئيس ميقاتي من انفجار الشارع قريباً جداً، وتحمّله أوزار وتداعيات تلك الفوضى، بالتزامن مع بدء مهامه الحكومية، وكأنه المسؤول الأول عن تلك الكوارث.
ولفت المصدر الى أنّ الأجواء الداخلية حتى الساعة ملبّدة بالغيوم، بالتزامن مع تهديدات الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، وإعلانه عن وصول النفط الإيراني قريباً، لكن في لبنان يتغيّر كل شيء بلحظة، ويتحوّل التفاؤل الى تشاؤم وبالعكس، كما أنّ كلام الليل يمحوه النهار، على أمل أن يلعب الضغط الدولي دوره جدّياً، وخصوصاً الضغط الباريسي، بحسب ما نقل له ديبلوماسي فرنسي يوم أمس.
