شدّد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان على أنّ "الدولة، دولة بالعدالة والشراكة والمساواة لا بالغبن والحصار والانتقام ممن رفعوا لبنان فوق أكفّ السماوات"، مؤكّدًا أنّ ما يجري اليوم يستهدف البيئة الوطنية التي صمدت وقدّمت أثمانًا عالية دفاعًا عن لبنان ووحدته.
وقال قبلان في نداءٍ إلى اللبنانيين إنّ "لبنان لا يمكن فهمه خارج إطار تأسيسه وميثاقيّته"، مشيرًا إلى أنّ الجنوب "دفع أثمان التوظيف العربي للبنان من أجل فلسطين"، كما تحمّل سابقًا نتائج التوظيف السياسي الداخلي، وصولًا إلى "الاجتياح الإسرائيلي واحتلال بيروت".
أضاف: "المقاومة كشفت عن مشروع سيادي كبير انتهى بهزيمة إسرائيل ودحرها من لبنان"، وتكرّر المشهد نفسه في حرب 2006، وصولًا إلى الحرب الحالية التي أثبتت "أعظم قتال سيادي في وجه أعتى قوة صهيوأطلسية".
وانتقد قبلان ما وصفه بـ"السياسة الرسمية العقابية تجاه الجنوب والبقاع والضاحية"، معتبرًا أنّ الدولة "تخنق ناسها وثوارها الوطنيين وبيئتها السيادية"، ولا تقدّم لهم الدعم المطلوب رغم الاستهداف الاسرائيلي المستمر، "وكأن الجنوب من كوكب آخر".
وتحدّث عن "غياب الدولة في الجنوب"، قائلًا: "لا برامج وطنية لمساندة أهم جبهة سيادية بهذا البلد، ولا إغاثة تضامنية رغم الأثمان الهائلة"، لافتًا إلى أنّ آلاف الجنوبيين ما زالوا مهدّدين بالتهجير، "ولا شيء عند السلطة إلا مزيد من الخنق والتحريض والمنع".
وحذّر من محاولات "توظيف السلطة ضد شعبها وناسها"، مجددًا التأكيد أنّ "المسيحي والمسلم ذمّة واحدة لوطن واحد"، وأنّ "أهل الجنوب والبيئة المقاومة لن يتنازلوا أو ينسحبوا".
وختم: "الدولة دولة بالعدالة والشراكة والمساواة.. لا بالغبن والحصار والانتقام".