صدرت العديد من المواقف عبر الديبلوماسية الفاتيكانية بينها القلق الشديد لما يحدث في الشرق الاوسط من تطورات خطيرة الى تعاظم الخطر النووي الذي يعتبره المسؤولون الاخطر، الى مسألة الحريات الدينية، وقد خصصت الصحافة الإيطالية مساحات واسعة لمواقف مسؤولين لدى الفاتيكان .
وعلى هامش مشاركته في اللقاء الذي عقد الثلثاء الماضي في روما لتقديم التقرير السنوي لهيئة "مساعدة الكنيسة المتألمة" حول أوضاع الحريات الدينية في العالم لعام 2025، كان لأمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين لقاء مع الصحافيين المعتمدين لدى الكرسي الرسولي بينهم الوكالة الوطنية الاعلام أجاب خلاله على بعض الأسئلة التي طُرحت عليه، معرباً عن قلقه حيال استئناف أعمال العنف في الشرق الأوسط، كما ندد بالتعرض للمسيحيين في الضفة الغربية وبأعمال الترهيب التي تستهدف الصحافيين وتقيّد بالتالي حرية التعبير.
ورداً على سؤال بشأن آخر التطورات في قطاع غزة، التي تهدد بنسف اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، قال بارولين: "الكرسي الرسولي قلق حيال مصير الهدنة، ومع ذلك ما يزال يعلق الآمال على خطة السلام (التي اقترحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب)، متمنياً أن تتكلل بالنجاح.
وعن المضايقات التي يتعرض لها المسيحيون في بلدة الطيبة في الضفة الغربية على يد المستوطنين اليهود قال بارولين: "إن المشكلة معقدة للغاية"، مضيفا أنه "لا يستطيع أن يفهم المسببات الكامنة وراء اعتداءات يتعرض لها مسيحيون مسالمون يعيشون حياتهم بشكل طبيعي".
أضاف: "الحديث عن تعرضهم للاضطهاد قد لا يكون ملائما لكن مما لا شك فيه أن هذه الأوضاع لا يمكن القبول بها إطلاقا".
وعن مفهوم الحريات قال الكاردينال بارولين: "الوضع يبعث على القلق الشديد"، مشيراً إلى "حملات الترهيب التي تتعرض لها الصحافة الحرة، وذلك في إشارة إلى الصحفي الإيطالي سيغفريدو رانوتشي الذي وُضعت عبوة ناسفة أمام منزله يوم الخميس الفائت"، مؤكدا تضامنه مع "هذا الصحفي وجميع ضحايا حملات الترهيب"، وموضحا "أننا نواجه دائماً خطر العيش في أجواء من انعدام التسامح وغياب حرية التعبير".
وختم: "إن الكرسي الرسولي يريد أن يتمكن جميع الأشخاص من التعبير عن وجهة نظرهم بشكل موضوعي وفي إطار الاحترام المتبادل، دون أن يواجهوا خطر التعرض لأي شكل من أشكال التهديدات".
كما كانت مداخلة لمراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك رئيس الأساقفة غابريلي كاتشا أمام المشاركين في اجتماع اللجنة الأولى التابعة للجمعية العامة الثمانين للمنظمة الأممية للبحث في موضوع الأسلحة النووية، أشار فيها إلى أن "هذه الأسلحة ما تزال من بين أخطر التهديدات المحدقة اليوم بالسلام والأمن العالميين"، مضيفا "إن ثمانين سنة مضت على أول اختبار نووي جرى في ولاية نيو مكسيكو الأميركية، وعلى إلقاء القنبلتين الذريتين على هيروشيما وناغازاكي"، موضحا أن "المعاناة والدمار الناتجين عن هذين الحدثين ينبغي أن يذكرا العالم بالقدرات الكارثية الخاصة بهذه الأسلحة، وبالمسؤولية المتقاسمة في تفادي تكرار مآسٍ من هذا النوع".
وتابع: "العالم اليوم يشهد انتشاراً مقلقاً للتهديدات باللجوء إلى الأسلحة النووية، وهي مرفقة بجهود توسيع الترسانات النووية"، لافتا إلى أن "هذه الممارسات، التي تُبرر بواسطة منطق الردع، تهدد بنشر الخوف وزعزعة الأمن الدولي".
وشدد على أن "السلام لا يمكن أن يُبنى على التهديد بالدمار وعلى الوهم بأن الاستقرار يمكن أن يرتكز إلى التهديد المتبادل بالقضاء على الآخرين، وهي مسألة مرفوضة".