جمالٌ بالواسطة.. وتاجٌ بلا كرامة!

WhatsApp Image 2025-10-30 at 17.49.52_58cc8f5d

في زمنٍ باتت فيه الألقاب تُمنح لا لمن يستحقّها، بل لمن يعرف كيف يصل إليها، تتحوّل حفلات انتخاب الجمال إلى مسرحٍ صريحٍ للمحسوبيات والمصالح الشخصية. فبينما تُقدَّم مسابقات مثل Miss & Mr Model of the Year على أنها احتفال بالمواهب والجمال والثقة بالنفس، تكشف الكواليس واقعًا مختلفًا تمامًا، حيث تتقدّم "الواسطة" على المعايير، وتُرسم النتائج مسبقًا على طاولات العلاقات والنفوذ.

لم تعد هذه الحفلات مساحةً للتنافس الشريف بقدر ما أصبحت عرضًا لقدرة البعض على استثمار علاقاتهم الاجتماعية والإعلامية في سبيل انتزاع لقبٍ جاهز. فيُقصى المجتهد الذي تعب وحلم، ويُتوَّج المقرّب الذي حُسِمت نتيجته سلفًا، وتُغلَّف عملية "الاختيار" بعباراتٍ منمّقة مثل "اللجنة المستقلة" و"المعايير الموضوعية"، في حين يدرك الجميع أن الطريق إلى التتويج يبدأ من "من تعرف" وليس "ماذا تملك من موهبة أو حضور".

وفي احتفال Miss & Mr Model of the Year الذي يشرف عليه كريم الشاعر، سقطت جميع المعايير التي يُفترض أن تقوم عليها أي منافسة نزيهة.

فقد علم موقع LebTalks من مصدر مطلع، أن المشاركين والمشاركات أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في التحضير والتمارين المكثّفة استعدادًا للحفل، قبل أن يتفاجأوا، قبل أسبوعين فقط من الموعد، بانضمام مشتركتين جديدتين إلى المنافسة دون أي مبرّر واضح.

ووفقًا لمصادر مطّلعة، فإن المشتركتين كانتا محسوبتين على كلّ من الإعلامي زكريا فحّام وملكة جمال السابقة لبلديات لبنان بشرى جرجس. ومع اقتراب موعد الحفل، بدأت ملامح التلاعب تظهر شيئًا فشيئًا، لتبلغ ذروتها في لحظة إعلان النتائج، حيث لاحظ أعضاء لجنة التحكيم أن العلامات المُعتمدة على الحاسوب تختلف عن تلك التي تُعرَض على الشاشة أمام الجمهور، في محاولة واضحة لترجيح كفّة أسماء محدّدة على حساب أخرى.

هذا الأمر أثار استياء رئيسة لجنة التحكيم الإعلامية نتالي فضل الله وغالبية الأعضاء، ومن بينهم المخرجة رندلى قديح، والفنانة مدلين مطر، ومصمّم الأزياء إيلي فارس، وعدد آخر من الوجوه البارزة في الوسط الفني والإعلامي. ومع تكرار المخالفات، قرّر عشرة أعضاء من أصل أربعة عشر الانسحاب من اللجنة وتسجيل موقف رسمي قبل إعلان النتائج، وفق ما أكّد المصدر نفسه.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ حصل إشكالٌ علني بسبب الأسماء التي حاول كلٌّ من زكاريا فحام وبشرى جرجس  تمريرها عبر "الواسطة" داخل المسابقة. وفي نهاية المطاف، فازت باللقب الشابة التي تنتمي إلى بلدة بشرى جرجس، فيما مُنحت المشتركة الثانية لقب الوصيفة الأولى.

أما على صعيد الشباب، فقد أثارت النتيجة استغراب الحاضرين، إذ فاز أحد المشاركين الذي، بحسب شهادات عدّة، لا يمتلك المقوّمات التي تؤهّله لهذا اللقب. وقد انعكس هذا الاستياء في أروقة الحفل وعلى المسرح نفسه، حين قامت إحدى الفائزات برمي اللقب أرضًا وانسحبت أمام الجمهور احتجاجًا على ما وصفته بـ"المهزلة المنظمة".

هكذا، تحوّل حفل يُفترض أنه احتفال بالجمال والإبداع إلى مشهدٍ آخر من مشاهد الفساد الناعم، حيث تُقاس قيمة الإنسان بمدى قربه من أصحاب النفوذ، لا بما يقدّمه من جهدٍ أو موهبة. وبين "الواسطة" و"العدالة المفقودة"، تبقى هذه العروض شاهدة على واقعٍ مؤلم يفرّغ فكرة الجمال من معناها الحقيقي، ويحوّلها إلى سلعةٍ تتبدّل تبعًا لمن يملك الكلمة الأخيرة خلف الكواليس.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: