الغاز المصري عبر سوريا إلى لبنان في البازار الإقليمي

image

تكتسب زيارة الوفد الوزاري الأمني والإداري اليوم إلى دمشق من أجل إطلاق مفاوضات رسمية حول استجرار الغاز من مصر عبر الأردن وسوريا، أهمية خاصة لعدة اعتبارات متّصلة بالعنوانين، السياسي من خلال الشروع بالعلاقات المباشرة ما بين الحكومتين اللبنانية والسورية وبصرف النظر عن كل المواقف المُعلنة مسبقاً من بعض الوزراء في حكومة تصريف الأعمال والتي حصرت الزيارة فقط بملف الغاز. أمّا العنوان الثاني، فهو يرتبط بالواقع المأزوم الذي يعانيه لبنان على صعيد المحروقات، مع العلم أن السبب الرئيسي لهذه الأزمة، كان وما زال هدر الدعم الرسمي في استيراد المحروقات، من خلال التهريب المنظّم إلى سوريا من جهة والسوق السوداء الناشئة من جهة أخرى.ومن ضمن هذا السياق تكشف أوساط وزارية سابقة عن أن هذه الخطوة تأتي في إطار توجه واضح لدى النظام السوري كما لدى الغالبية النيابية في لبنان، لفرض أجندة سياسية واقتصادية معينة، أمام الأطراف السياسية الأخرى كما أمام الحكومة الجديدة فيما لو تمّ تشكيلها قريباً.وتؤكد هذه الأوساط، أن اقتراح استجرار الغاز المصري ليس حديثاً، بل سبق وأن جرى الإتفاق عليه وحصلت بالفعل عملية استجرار من الأردن عبر سوريا وكانت العملية ناجحة ، ولكن توقف العمل لاحقاً بسبب الموقف اللبناني وتحديداً من الجهة السياسية التي تتولّى وزارة الطاقة والتي تعترض على اعتماد الغاز ولا تزال تؤيد استخدام الفيول والذي تزيد كلفته بنحو ثلاثين في المئة عن الغاز ، لو جرى اعتماده لتأمين التيار الكهربائي.من جهة أخرى، تشير الأوساط نفسها إلى عملية توظيف واستثمار من قبل دمشق لأزمة المحروقات في لبنان والحاجة إلى الطاقة والإقتراح الأميركي باستجرار الغاز من مصر عبر الأراضي السورية، وذلك من خلال تحقيق عدة أهداف أبرزها، تأمين مناخ دولي داعم لعودة سيطرتها على منطقة درعا حيث أنابيب الغاز، واستغلال المسألة لتأمين مكاسب خاصة لجهة استعادة العلاقات مع الحكومة اللبنانية وتكريس الإصطفاف في المحور الإيراني، من خلال استقدام النفط الإيراني من قبل “حزب الله”، والشروع في مفاوضات رسمية مع النظام السوري لترجمة مشروع قديم -جديد، لتأمين الغاز المصري عبر الأراضي السورية، في ضوء الغطاء الأميركي لمشروع استجرار الغاز المصري عبر الأردن وسوريا. وعليه تخلص الأوساط إلى أن عوامل سياسية باتت اليوم تتحكّم بملف الكهرباء في لبنان ولم تعد تقتصر على الداخل فقط بعدما دخل هذا الملف في البازار الإقليمي والدولي في المنطقة والذي أصبح لبنان ساحة مفتوحة له.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: