ب الصباحية: التفاؤل الحكومي يعود.. والعبرة في الخواتيم

ب الصباحية: التفاؤل الحكومي يعود.. والعبرة في الخواتيم

عادت الأجواء الإيجابية لتظلل المشهد الحكومي وسط معلومات عن تقدم ملحوظ سجل خلال يوم أمس على صعيد تذليل العقد أمام تأليف الحكومة مع ترجيح زيارة للرئيس المكلف نجيب ميقاتي إلى بعبدا اليوم أو غداً للقاء الرئيس ميشال عون ووضع اللمسات الأخيرة على الصيغة النهائية للحكومة. إلا أنه ليست المرة الأولى التي تشاع الأجواء الإيجابية وتتبدد في اليوم التالي بين جدار الشروط والشروط المضادة.
وأشارت مصادر نيابية الى أن "الاجواء ما زالت في دائرة المراوحة وكررت مقولة رئيس المجلس النيابي نبيه بري لا تقول فول ليصير بالمكيول".
في المحصلة، أكدت المصادر أن التوليفة صارت جاهزة. لكن يبقى القرار، الذي يفضي إلى زيارة ميقاتي لبعبدا، على قاعدة التوافق على المسيحيَّين الاثنين (كاثوليكي وأقليّات) وعلى أن تُسند حقيبة الاقتصاد إلى سنّي يسمّيه عون، في مقابل مسيحي يسمّيه ميقاتي لحقيبة (ربما تكون الشؤون الاجتماعية). وتجزم المصادر بأن المتفق عليه لا يتضمّن وجود ثلث معطّل لرئيس الجمهورية الذي ستكون حصته من 6 وزراء (بينهم وزير سنّي)، إضافة إلى وزير للطاشناق وآخر للنائب طلال أرسلان. كذلك لن تكون التشكيلة المتفق عليها وفق صيغة "ثلاث ثمانات" التي عبّر التيار الوطني الحر عن رفضها لما فيها من تثبيت لفكرة "المثالثة" بين السنّة والشيعية والمسيحيين.
بين اليوم والغد، يحسم الأمر. إمّا تأليف الحكومة بعد تذليل العقبات التي كانت تحول دون ولادتها، وإمّا يتّضح أن قرار تأليف الحكومة لم يحن بعد، وما الخلاف على الأسماء والحقائب سوى غطاء لما هو أكبر.
وفي آخر الاتصالات الحكوميّة رست على اتفاق على تسمية أمين سلام أو جمال كبي لوزارة الاقتصاد والتجارة، بحيث تؤول الوزارة إلى سنّي، في حين رجّحت المصادر أن يكون الوزيران المسيحيّان، اللذان كان الخلاف على هويّتهما، الدكتور جورج كلاس لوزارة الإعلام وعضو مجلس بلدية بيروت أنطوان سرياني. وتشير المعلومات إلى أنّ الإعلامي جورج قرداحي سيتولّى حقيبة وزارة السياحة بدل الإعلام التي ستؤول إلى كلاس، العميد السابق لكليّة الإعلام في الجامعة اللبنانيّة.
بالمقابل، فضّلت المصادر المطلعة على مسار التشكيل عدم تحديد موعد لإعلان التشكيلة الحكوميّة لأنّ المفاجآت تبقى واردة بناءً على التجارب السابقة، إلا أنّها أكدت حصول تطوّر إيجابي.
انطلاقا من واجب الإبقاء على الحذر والترقب، تتعامل الأوساط مع التسريبات المتتالية والضخ الإعلامي اليومي بمزيد من التمسك بقاعدة "خواتيم الأمور" التي كان الرئيس المكلف قد كررها أكثر من مرة على منبر قصر بعبدا إثر لقاءاته مع رئيس الجمهورية ميشال عون، مؤكدةً أنّ "الحسم في هذا الاتجاه أو ذاك لا يزال مرهوناً بما ستنتهي إليه الاتصالات الجارية بهدف تذليل العقبات أمام ولادة الحكومة" وفي ضوء ذلك يتحدد مسار الأحداث، نافيةً كل ما أشيع ليلاً عن مواعيد محددة لزيارة ميقاتي القصر الجمهوري، باعتبار أنّ هذه الزيارة يجب أن تكون مرتكزة إلى "خلاصة حاسمة" تصل إليها الاتصالات والمشاورات الدائرة ليتم بموجبها وضع "اللمسات النهائية" على صيغة ولادة الحكومة في اجتماع بعبدا المرتقب.
وفي هذا السياق، كشفت مصادر مقربة من دوائر الرئاسة الأولى أنّ اتصالاً هاتفياً حصل أمس بين عون وميقاتي، جرى خلاله التشاور في عملية "تبادل الأسماء والحقائب" لا سيما منها المتصلة بحقيبة الاقتصاد، مشيرةً إلى أنّ النقاش يتركز راهناً على الاختيار بين سلة أسماء مقترحة لتولي هذه الحقيبة، فضلاً عن مسألة تسمية الوزيرين المسيحيين الإضافيين في تشكيلة الـ24، وقد انحصر البحث في هذا السياق بعملية تبادل "أسماء كاثوليكية" مرشحة لتولي أحد هذين المقعدين الوزاريين.

وفي الغضون، نقلت مصادر مواكبة للاتصالات الحكومية أنّ باريس دخلت بقوة على خط التأليف خلال الساعات الأخيرة ومارست ضغوطاً كبيرة على المعنيين لحثهم على إنهاء "المهزلة الحكومية"، مشيرةً إلى أنّ المسؤولين الفرنسيين يواكبون على مدار الساعة تطورات ملف التأليف ويدفعون الأمور باتجاه "وجوب تدوير الزوايا" بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، منعاً لانهيار "آخر فرصة" لتشكيل الحكومة الإنقاذية، في حال قدّم ميقاتي اعتذاره عن عدم التأليف.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: