تجييش "الحزب" في أفريقيا وكولومبيا وفنزويلا.. ما الذي يدبر بالظل؟

hezbollah

تبدو الساحة اللبنانية اليوم عند عتبة مرحلة سياسية مشحونة إلى حد الانفجار، حيث تتكاثر الإشارات إلى أن أحد أبرز الخارجين عن الإيقاع التقليدي للنظام اللبناني، حزب الله، دخل باكراً في طور التحشيد الانتخابي عبر مسارات موازية للمسار الدستوري المعتاد.

وتوحي هذه المؤشرات بأن الحزب يستعد لمعركة نيابية يعتبرها وجودية، خشية اهتزاز تماسك كتلته البرلمانية أو فقدان السيطرة على مسار الأكثرية المقبلة.

وتشير المعطيات إلى أن الحزب يولي اهتماماً استثنائياً بملف اقتراع غير المقيمين، على خلفية تقديرات داخلية ترى أن الصندوق الاغترابي قد يشكل نقطة خرق حقيقية في المعادلة التشريعية، ونافذة محتملة لصعود قوى معارضة أكثر تماسكاً.

وتتحدث معلومات خاصة لـ lebtalks عن محاولات للتأثير في هذا المسار عبر قنوات غير رسمية، بهدف تقليص الوزن الانتخابي للمغتربين.

وفي هذا الإطار، تفيد المعلومات أن ماكينة الحزب الخارجية بدأت تتحرك على نحو لافت، مستندة إلى منظومة تأثير عقائدي-  اجتماعي، يتكئ فيها الحزب على وجهاء العشائر والقيادات التقليدية في البيئات المؤيدة له.

وتتوزع هذه الحركة على نطاق واسع يمتد من أفريقيا إلى ألمانيا، ومن الولايات المتحدة وواشنطن إلى أميركا اللاتينية، مروراً بفنزويلا وكولومبيا، حيث يُقارب الاستحقاق المقبل تحت شعار تحذيري شديد اللهجة: احذروا خسارة السيطرة على البرلمان المقبل، واحذروا خرق مقاعد الطائفة الـ27.

وبحسب مراقبين، فإن هذه الرسالة تمثل جوهر حملة تجييش لا تكتفي بالبعد التنظيمي، بل تتعداه إلى بعد تعبوي وجودي عنوانه حماية موقع الحزب داخل النظام، أو ما يسميه بعض منظّريه بتوازن الردع السياسي.

وعلى الضفة الأخرى، تلفت مصادر مطلعة عبر موقعنا إلى أن اهتزاز موقع الحزب داخل السلطة قد يفتح الباب أمام ردود فعل غير تقليدية، خصوصاً إذا شعر بأن بنية نفوذه الاستراتيجي باتت مهددة، حيث تستند هذه القراءة إلى فرضيات ووقائع متراكمة، تفيد بأن الحزب قد يلجأ في لحظة حرجة إلى تصعيد محسوب ضد إسرائيل أو إلى خطوات داخلية تولّد إرباكاً سياسياً وأمنياً، بهدف إعادة تدوير موازين القوى.

وتتعمق هذه المخاوف، بحسب المصادر نفسها، في ظل تغيرات ميدانية واضحة على الحدود الجنوبية، حيث تشير تقارير دولية إلى أن إسرائيل أنشأت منطقة عازلة جديدة أشبه بأرض محروقة لقطع الطريق على أي عمليات تسلل محتملة، كما تضع المصادر هذا التطور في سياق ما تسميه مرحلة ما بعد تراجع الردع، بعدما فرضت المواجهات الأخيرة واقعاً جديداً لم تتضح ملامحه النهائية بعد.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: