لبنان بين واشنطن وتل أبيب.. وحسابات حرب جديدة

3elem libnen

اختلطت في الآونة الأخيرة الكثير من المواقف والترجيحات والتكهنات والتحاليل والمواقف حول حقيقة مواقف  ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب من الملف اللبناني.

في المعلومات يمكن استخلاص الآتي:

أولاً: واشنطن ليست بوارد إضعاف الجيش اللبناني وبالتالي ليست مع التصويب عليه على خلفية تقاعس من هنا او تردد من هناك: فالإدارة الأميركية لا تزال تنظر الى دور الجيش على انه محوري وأساسي في بسط سلطة الدولة على كامل التراب الوطني.

فواشنطن تعي أهمية عدم زج الجيش في الصراعات الداخلية ومن هنا يأتي الحديث عن زيارة قريبة لقائد الجيش رودولف هيكل الى واشنطن لتلقي جرعة جديدة من الدعم والمساعدات للجيش للقيام بمهامه في هذه الظروف الاستثنائية في لبنان.

ثانياً: لا يزال الرئيس جوزاف عون يحظى بتأييد ودعم واشنطن له وان لا يخلو ذلك من ملاحظات تبديها الادارة على بعض الاداء او بعض الانتقادات الا ان التأييد لا يزال قائماً والثقة الاميركية لا تزال موجودة بالرئيس عون.

فواشنطن تدرك ان التصويب على الرئاسة اللبنانية كما على الجيش يضعف اركان قيام الدولة اللبنانية الأمر الذي لا تريده إدارة الرئيس ترامب حالياً.

ومنذ ايام كتب نائب مساعد الرئيس الأميركي لشؤون مكافحة الإرهاب سيباستيان غوركا عبر حسابه على منصة "إكس"، منشوراً تحدث فيه عن لقائه رئيس الجمهورية اللبنانية جوزاف عون واصفاً اياه بالزعيم المسيحي للدولة اللبنانية متعددة الطوائف.

ولكن هذا الرضى على الرئيس عون أم يمنع الوفد الاميركي المالي الاستخباراتي الأخير الذي زار لبنان من توجيه تحذيرات صارمة للعهد والحكومة كدولة لبنانية حيال ملفات ضخمة ذات علاقة بتمويل حزب الله وعدم اقدام الدولة الى الآن على انهاء الجناح المسلح لحزب الله ولا اقفال المؤسسات والمصادر التمويلية للحزب تلك التحذيرات التي ترافقت مع تهديدات صريحة بوضع لبنان تحت آتون العقوبات.

ثالثاً: عقدت منذ أيام اجتماعات عسكرية رفيعة المستوى في اسرائيل ضمت الى جانب رئيس الاركان الاسرائيلي راف كوخافي كبار ضباط الجيش من الرتب العالية للبحث في كافة الخطط العسكرية على مختلف الجبهات التي ينغمس فيها الجيش الاسرائيلي في المنطقة من غزة الى لبنان الى سوريا.

وأبرز ما تم الاتفاق عليه بين كبار القادة ما يمكن تعريفه بتغيير عقيدة الجيش الاسرائيلي من جيش دفاع الى جيش الهجومات الاستباقية في المنطقة اي تخلي اسرائيل عن ما اصطلح على تسميته "بعقيدة بن غوريون العسكرية" والتي بنيت على فكرة دفاع اسرائيل عن نفسها من الهجمات التي تشن عليها من دول الجوار.

وبموجب تغيير تلك العقيدة باتت اسرائيل مخولة بالقيام بهجمات استباقية حيثما ترى تهديداً او بدايات تهديد لامنها ووجودها وهذا ما ترجمه طلب الاركان الاسرائيلية لنوعيات جديدة من الاسلحة والطوافات العسكرية غير الأباتشي والطرازات التقليدية بغية التمكن من خوض معارك تحاكي طبيعة المناطق التي وضعها الجيش الاسرائيلي في بنك اهدافه لا سيما في لبنان بحيث تكوّن الطوافات العسكرية الجديدة اقل ثقلاً واكثر ليونة في تنفيذ مهمات عسكرية دقيقة او "عمليات جراحية" في لبنان ودول اخرى واماكن تعتبرها اسرائيل خطراً عليها من خلال الضربات الاستباقية المزمع تنفيذها من الان وصاعداً في مناطق التوتر والمواجهة ومنها جنوب لبنان وبقاعه.

رابعاً: حتى الآن لا تزال واشنطن بحاجة للرئيس نبيه بري رغم كل التحفظات والانتقادات لمواقفه السياسية ومرد هذا الموقف الاميركي اعتبار بري المحاور الوحيد باسم حزب الله وكونه شيعي من خارج البوتقة الايرانية وهو لبناني وليس ايرانياً. ولو أن الوفد الاميركي الاخير لم يلتقيه خلافاً للعادة الجارية بلقاء الموفدين الاميركيين الرئيس بري عند كل زيارة رسمية يقومون بها للبنان.

فواشنطن لا تزال تحتاج للرئيس بري.

خامساً: كإحدى نتائج زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع الى واشنطن ولقائه الرئيس الاميركي دونالد ترامب برزت معلومات مؤكدة عن اتفاق سوري أميركي على مساعدة دمشق على  انهاء ملف اذرع ايران في المنطقة ومنها حزب الله ما يعزز فرضيات سابقة عن دور سيكون منوط بالجيش السوري الجديد والذي سيخضع لتدريبات أميركية مكثفة انطلاقاً من قاعدة أميركية عسكرية قيد الإنشاء قرب دمشق.

وبالتالي فإن دمشق سوف تساهم في ضرب حزب الله شرق وشمال لبنان ربما بالتزامن مع الضربات الاسرائيلية المتوقعة جنوباً وبقاعاً.

نحن على فوهة بركان كبير وتحت وطأة تغيرات وتبدلات جيو سياسية متسارعة متلاحقة متتالية ستقودنا الى مشهديات جديدة وحسابات جديدة بعد سقوط التأثير الايراني في المنطقة وآخر مظاهر هذا السقوط خسارة طهران لتوازنات الوضع العراقي مع خسارتها لاكثرياتها النيابية في انتخابات العراق الاخيرة.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: