الحرب تقررت بعد انتهاء زيارة الحبر الأعظم؟

669

تُظهر الوقائع المتسارعة في الأسابيع الأخيرة أن البلاد تقف على حافة توتر غير مسبوق، وأن خيار المواجهة الواسعة بين إسرائيل وحزب الله بات مطروحاً بجدية أكبر من أي وقت مضى. فالمعلومات المتداولة في المؤسستين الأمنية والعسكرية في تل أبيب، والتي نقلت جانباً منها صحيفة معاريف، تعكس توجهاً حاسماً يرى أن الحرب المقبلة مسألة توقيت لا أكثر.

القراءة الإسرائيلية تستند إلى تطور قدرات حزب الله العسكرية بدعم مباشر من إيران، وإلى توسيع نطاق انتشاره شمالاً، وهي خطوات تعتبرها تل أبيب تهديداً مباشراً لا يمكن التعامل معه بالأساليب التقليدية، وتترافق هذه المقاربة مع تصعيد منهجي في العمليات الإسرائيلية، من استهداف بنى "الحزب" إلى عمليات اغتيال طالت شخصيات قيادية، في إشارة إلى تجاوز قواعد الاشتباك القديمة والدخول في مرحلة صراع أمني مفتوح.

في المقابل، تبدو الصورة في بيروت أقل حسماً، مصادر ديبلوماسية تؤكد لـLebTalks أن أي تقدير نهائي لمسار الأزمة لا يزال رهن ما سيقدمه السفير الأميركي الجديد ميشال عيسى للرؤساء الثلاثة. وتشير هذه المصادر إلى أن السفير يحمل موقفاً معارضاً لتوسيع دائرة الحرب، بما يتوافق مع التوجه الأميركي الهادف إلى منع تفجر جبهة جديدة في المنطقة.

مع ذلك، لا تُخفي المصادر قلقها من تمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بخط متشدد، وتعمده عدم الانخراط بوضوح في مسار لجنة "الميكانيزم" المكلفة بتهدئة الجبهة الشمالية، ما يُقرأ على أنه رغبة في إبقاء خيار التصعيد على الطاولة وتوظيفه في حساباته السياسية.

ويبقى السؤال المركزي، إلى أي حد يمكن للضغوط الأميركية، بقيادة الرئيس دونالد ترامب، أن تكبح اندفاع نتنياهو؟ فواشنطن بحسب المصادر عينها، تعلن معارضتها لأي تصعيد واسع خشية تدحرج المنطقة نحو مواجهة إقليمية، إلا أن قدرتها على ضبط القرار الإسرائيلي تبقى موضع شك، في ظل اختلاف الأولويات وتقديرات المخاطر بين الجانبين.

وتترقب بيروت ما سيقدمه السفير عيسى من مؤشرات أولية، إذ ستشكل قاعدة لتحديد الاتجاه العام، إما دفع نحو تسوية محتملة، أو فتح الباب أمام مواجهة يعتبرها الإسرائيليون محتمة.

وفي موازاة ذلك، تبرز الأنظار إلى ما سيلي زيارة الحبر الأعظم البابا لاوون الرابع عشر، التي تحمل بعداً رمزياً وروحياً كبيراً، لكنها تأتي في لحظة سياسية دقيقة، فالبلاد تقف أمام لحظة اختبار حقيقية، ستتضح خلالها قدرة الضغوط الدولية على تأجيل المواجهة، أو تأكيد أن قرار الحرب اتُّخذ بالفعل وأن مسارها قد لا يتأثر حتى بأثقل الزيارات الرمزية.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: