تردد أوساط مقرّبة من واشنطن احتمال إقالة قائد الجيش رودولف هيكل تحت ضغط أميركي، بعد تزايد الامتعاض في العاصمة الأميركية، ولا سيما عقب إلغاء الإدارة الأميركية للزيارة التي كانت مقرّرة له. وترى هذه الأوساط، في حديث لموقع LebTalks، أن إقالة قائد الجيش تأتي في سياق الانزعاج الأميركي من بطء عملية حصر السلاح، الناتج أساساً عن قدرات المؤسسة العسكرية المحدودة مقابل قوة حزب الله وتمسّكه بمؤسسات الدولة.
وتلفت الأوساط إلى أن هذه الإقالة قد تُقدّم على شكل استقالة طوعية لقائد الجيش، حفاظاً على الغطاء السياسي والشكل المؤسساتي للخطوة.
وتوضح الأوساط أن الأميركيين، كما جرى التعامل معهم تاريخياً في المنطقة، يفضلون التفاوض مع الفريق الأقوى لضمان نجاح مفاوضاتهم، المبنية بالدرجة الأولى على حماية أمن إسرائيل ومصالحهم الاستراتيجية في الشرق الأوسط. وهنا يبرز السؤال، هل تهدف هذه الضغوط إلى دفع الدولة اللبنانية، رئاسةً وحكومةً، نحو مزيد من الحزم، أم إلى إضعاف دورها وتعزيز مسار التفاوض مع الطرف الأقوى، أي حزب الله المدعوم من إيران؟
وفي المحصلة، يبقى قائد الجيش جهة منفّذة لا مفاوضة، فيما تمسك مفاتيح التفاوض اليوم برئيس مجلس النواب نبيه بري، فهل تشكّل هذه الضغوط الأميركية محاولة لدفع بري إلى تشديد موقفه في مسار التفاوض؟