كتب المحامي إيلي شربشي:
يطلّ علينا عيد الاستقلال هذا العام، ولأوّل مرّة منذ خمسين عاماً بلا نظام الأسد المجرم، إنّه استقلال يتنفّس سيادة وينفض عن تراب لبنان بقايا الوصاية والهيمنة، ويعطي اللبنانيين أملاً بالوصول إلى دولة حرّة سيدة مستقلة.
يطلّ الاستقلال ومعه عهدٌ جديد ورئيس جمهورية هو الأول بعد الرئيس الشهيد بشير الجميل يلتزم صراحة في خطاب القسم حصر السلاح غير الشرعي اللبناني وغير اللبناني، وإعادة الاعتبار لهيبة الدولة، ورئيس حكومة وأغلبية حكومية أعلنوا بلا مواربة التزامهم بسط سلطة الدولة على مساحة الـ10452 من دون استثناء ولا مساومات وأعلنوا أن في لبنان دولة وشعب وجيش، وأنهوا المعادلة الخشبية التي فرضتها ميليشيا حزب الله ومحور الممانعة في السابق، ولأول مرّة منذ نهاية الحرب، لدينا على رأس الديبلوماسية اللبنانية وزير خارجية سياديّ، حرّ بمواقفه يعبّر بجرأة وشجاعة أن لا همّ له إلاّ حرّية لبنان وسيادته، رافعاً مصلحة لبنان واللبنانيين فوق كل اعتبار.
ولأول مرة على الأرض، بدأ الجيش اللبناني عملية حقيقية لحصر سلاح كل الميليشيات، إقفال المعابر غير الشرعية، ومصادرة مخازن الموت.
نعم، التقدّم أبطأ ممّا أردنا صحيح، لكنّ الحقيقة أنّنا وللمرّة الأولى منذ الاستقلال الأوّل على الطريق الصحيح.
نعم، المواجهة مستمرة، والنضال صعب وخطر، لكننا أبناء قضية لا تعرف الخوف، وأبناء مقاومة اختارت المواجهة على الاستسلام فنحنُ اعتدنا أن نجرؤ ليبقى لبنان.
وفي عيد الاستقلال الـ82، بقيَ لبنان، وبات اقرب مما نتصور على خطّالوصول الى الدولة السيدة الحرّة المستقلة، حيث يسود حكم القانون والعدالة، بلا بؤر أمنية ولا محميات او دويلات، بلا فاسدين يتحكمون بالشعب ولا متخاذلين يساومون على سيادته.
لأجل كل هذا ناضلنا، واستشهد رفاقنا، وارتوت هذه الأرض بعرقهم ودمهم، ونحنُ، وفاءً لهم، ولكل نقطة عرق وقطرة دم، نلتزم ونتعهد إننا " لن نهدأ، لن نستكين، لن نساوم، لن نتعب ولن نكلّ، حتى حتى تُسقط الدويلة بالكامل، ويُحصر السلاح بيد الدولة وحدها، وتقوم في لبنان دولة سيدة حرّة مستقلة، دولة السيادة الكاملة والقانون والعدالة.
هذا عهدُنا وهذا الـ"لبنان" سنبلغه مهما عظُمَتْ التضحيات.