من "طريق القدس" إلى "فداء للبنان".. تحوّل لغوي أم إعلان نهاية؟

WhatsApp Image 2025-11-27 at 10.57.40_4015e242

في التحولات الخفية غالباً ما تختبئ الإشارات الأبلغ، فبيان النعي الذي أصدره حزب الله عقب اغتيال القيادي هيثم الطبطبائي لم يمر مرور الكرام، إذ استبدل الحزب عبارته التقليدية "شهيداً على طريق القدس" بصيغة "فداءً للبنان وشعبه"، بالتالي هذا التحوّل في الخطاب، المدعوم بمشهدية إعلامية خلت صورها الأخيرة من الشعار المألوف، لا يبدو تفصيلاً لغوياً بقدر ما هو دلالة على تغيّر في زاوية التظهير، وربما في طبيعة الرسالة الموجهة إلى الداخل اللبناني والخارج معاً.

 هنا، يصبح السؤال: هل نحن أمام تعديل في اللغة فقط، أم أمام إعادة تموضع أعمق في الرواية التي يريد الحزب ترسيخها؟

يؤكد سياسي بارز في حديث خاص إلى منصة lebtalks أن مرحلة تغيير الشعارات قد انتهت، وأن استبدال شعار من هنا أو آخر من هناك لم يعد يجدي نفعاً، فالزمن  بحسب قوله  تجاوز حزب الله، القطار سبقه، واللبنانيون لم يعودوا يتوقفون عند تبديل الشعارات التي لا تتجاوز كونها أدوات تجميلية لجثة سياسية وبلد مدمر، ويضيف السياسي أن الحزب، كمشروع، سقط وانتهى إلى غير رجعة، وأننا اليوم أمام مرحلة مختلفة تماماً.

وفي سياق قراءته للمشهد، يشير السياسي إلى أن وزير خارجية مصر  بدر عبد العاطي يأتي اليوم حاملاً رسالة واضحة تُنقل من الكواليس: الدولة إمّا التسليم أو الجحيم، بالتالي نحن، بحسبه، أمام استحقاق مصيري ومفترق حاسم لا يحتمل الالتباس، ومن هنا يؤكد أن لا الدولة ولا الشعب يشعران بأن الحزب لا يزال يحتفظ بالموقع الذي كان يدعيه،  فرئيس الجمهورية العماد جوزاف عون يكرر في كل مناسبة مبدأ احتكار الدولة للسلاح، كما جاءت قرارات الحكومة في 5 آب لتكرس الاتجاه نفسه.

ويمضي السياسي في تشخيصه قائلاً: إن المجتمع الدولي، قبل الداخل اللبناني، يعتبر أن هذه الشعارات لم تعد قابلة للبحث، لأن الحزب أصبح عملياً أداة إيرانية، كما أكد مستشار خامنئي أمس، وعليه، فنحن دخلنا مرحلة جديدة بالكامل، مرحلة عنوانها الحقيقي ليس تغيير شعار، بل إنهاء ميليشيا حزب الله، وإعلان واضح وصريح بإنهاء الجناح العسكري بلا نقاش.

ويحذر السياسي من أن تجاهل هذا المسار يعرض الحزب وبيئته لأكبر قدر من الضرر، بما في ذلك احتمال اندلاع حرب شاملة،  لذلك، يختم بالقول إن على الحزب أن يختار بين الضرر الأكبر والضرر الأقل، فالزمن لم يعد  زمن المواربة.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: