أعلن وزير الخارجية المصرية بدر عبدالعاطي عن أن زيارته لبنان جاءت بتعليمات وتوجيهات مباشرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي لنقل رسالة دعم وتضامن كامل مع لبنان، قيادة وحكومة وشعبا.
وقال في لقاء خاص مع قناة "القاهرة الإخبارية"، على هامش زيارته لبنان: "كان هناك اتصال مهم بين الرئيسين السيسي وعون، وذلك في إطار الاتصالات الدورية التي تجريها الدولة والقيادة المصرية مع الدولة والقيادة اللبنانية".
ولفت إلى أن "توقيت الزيارة مهم بتوجيه من الرئيس السيسي للعمل على نقل رسالة تضامن وإظهار دعمنا الكامل للدولة اللبنانية والسيادة اللبنانية وسلامة أراضيها ووحدة التراب اللبناني، والعمل على الاستماع على الرؤية اللبنانية تجاه الأخطار المحدقة بلبنان ومخاطر أي تصعيد قد ينال الدولة اللبنانية والشعب اللبناني الشقيق وهو ما يعكس حرص مصر على الانخراط الكامل في الشأن اللبناني". وذكر أنه يزور لبنان "للمرة الرابعة خلال نحو عام ما يعكس الاهتمام والانخراط المصري الدائم في الشأن اللبناني والعمل على تجنيب لبنان وشعبه أي مخاطر للتوتر".
وأوضح أنه عقد لقاء طويلا مع الرئيس جوزاف عون ونقل رسالة من الرئيس السيسي وتحدثا عن دعم مصر الكامل لكل ما يقوم به الرئيس عون من إجراءات على الأرض لبسط سلطة الدولة اللبنانية والعمل على توحيد السلطة تحت دولة واحدة وحكومة واحدة وسلاح واحد، والعمل على حصر السلاح في إطار القنوات الشرعية، وهذه مسائل مهمة جدا". وشدد على أن "مصر داعمة لهذا التوجه".
وأشار إلى أنه استمع إلى "رؤية الرئيس عون في ما يتعلق بالجهود الدؤوبة والحثيثة التي تقوم بها الدولة اللبنانية وتحديداً الجيش اللبناني في منطقة جنوب الليطاني، وما يتم من أعمال للتطهير وبسط سلطة الدولة، باعتبار أن هذه مرحلة ضمن مراحل تنفيذ اتفاق وقف العدائيات، والذي يمر عام على التوصل إليه مع الجانب الإسرائيلي".
ولفت إلى أنه تحدث مع الرئيس عون خلال زيارته لبنان عما أٌنجز في منطقة الجنوب، والخطوات التالية لبسط سلطة الدولة بعد الانتهاء من جنوب الليطاني إلى منطقة شمال الليطاني والبقاع وأراضي الدولة اللبنانية كافة".
وأوضح أنه نقل "رسالة دعم كاملة لرؤية ومبادرة الرئيس عون التي أطلقها بمناسبة يوم الاستقلال، وتقدم للشعب اللبناني الشقيق وللقيادة والحكومة اللبنانية بخالص التهاني القلبية لمناسبة ذكرى الاستقلال".
تابع: " وفي هذه المناسبة ألقى الرئيس عون كلمة مهمة جداً ضمّنها مبادرة وعناصر محددة، ونحن ندعم هذه العناصر بشكل كامل لأنها تصب في النهاية في ترسيخ سيادة الدولة اللبنانية وبسط سيادة وسلطة الدولة على كامل التراب الوطني اللبناني، مع عدم إعطاء أي ذرائع لأي طرف لاستغلال أي ثغرات قد ينفذ منها لاتخاذ إجراءات من شأنها العدوان على الدولة اللبنانية وعلى السيادة اللبنانية وعلى وحدة التراب اللبناني".
وأكد أن "توجيهات الرئيس السيسي بالنسبة إلى الوضع اللبناني واضحة تماما، وهي كيفية دعم الدولة، أيضاً تجنيب الدولة اللبنانية مخاطر أي تصعيد أو أي عدوان قادم ضد الدولة وضد سيادتها: "ومن ثم، نحاول البناء على هذه الأفكار القيمة وهذه المبادرة الكريمة من الرئيس عون، كيفية البناء عليها وعلى العناصر المهمة التي تضمنتها لبناء عليها وتطويرها بما يحفظ للبنان سيادته واستقراره ويجنبه أي يعني اعتداءات محتملة أو مستقبلية".
وشدد على أن "هناك دعمًا مصريًا كاملًا لهذه الخطة ودعمًا مصريًا كاملًا كما لبسط سلطة الدولة، وأيضاً تنفيذ القرار الأممي 1701 دون انتقائية وبشكل متكامل، وهذا يستدعي بالتأكيد الانسحاب الإسرائيلي من النقاط الخمسة التي تحتلها".
وكرر وزير الخارجية المصرية "إدانة مصر لأي اعتداءات أو أي انتهاك لسيادة لبنان ووحدة وسلامة أراضيه"، مشددًا على أن "الدولة المصرية لن تألو جهداً ولن تدخر وسعاً في سبيل العمل على دعم الدولة وأيضاً منع أي توتر أو أي تصعيد قد يمس مقدرات الشعب اللبناني الشقيق". وذكر أنّ "الرئيس السيسي وجه بالتواصل من خلال كل القنوات المتاحة مع الدول العربية الشقيقة، مع الدول الإقليمية المؤثرة في الشأن اللبناني، والقوى العالمية وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا وغيرها".
أضاف: "كثفنا بتوجيهات من فخامة الرئيس من هذه الاتصالات في جوهانسبرج، وفي أنجولا كان في فرصة في إجراء اتصالات مع الأمير فيصل وزير الخارجية المملكة العربية السعودية، ومع جان نويل بارو وزير خارجية فرنسا، وأجرينا اتصالات مع عدد من كبار المسؤولين الأمريكيين".
وأوضح أن "محصلة هذه الاتصالات هو كيفية العمل على تكثيف الجهود لتجنيب أو لتجنب أي تصعيد محتمل أو أي توتر"، وقال: "يكفينا ما بالمنطقة من أزمات ومن مشاكل إقليمية وهشاشة في الأوضاع الأمنية وبالتالي نريد أن نحافظ على الاستقرار النسبي القائم في لبنان وعدم تدهور الأوضاع خلال الفترة القادمة بما يقود إلى أشكال من الاعتداءات الإسرائيلية على السيادة اللبنانية".
وأكد أن "مواقف رئيس البلاد جوزاف عون ورئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة نواف سلام متطابقة بالعمل الدؤوب من أجل بسط سلطة الدولة والتنفيذ الكامل لاتفاق وقف العدائيات الذي تم توقيعه منذ عام". وشدد على أن "المرحلة الحالية الخاصة بتطهير منطقة جنوب الليطاني وبسط سلطة الدولة هي مرحلة أولى يليها مراحل أخرى في مناطق أخرى تشمل كل الأراضي اللبنانية، والكل متوافق على ذلك".
ودعا إلى "الحفاظ على الدولة اللبنانية ومؤسساتها وفي القلب منها المؤسسة العسكرية لأن هذه هي عمود الخيمة وأساس الاستقرار في الدولة والكل مجمع بطبيعة الحال على دعم المؤسسات ودعم الجيش اللبناني".
وأكد أن "مصر لن تألو جهدًا في العمل على دعم لبنان بكل الوسائل الممكنة ودعم الجيش ودفع الحلول السياسية والسلمية لأنه لا حلول عسكرية"، مشيرًا إلى أن "لبنان تعرض إلى مآسٍ كثيرة ومخاطر واعتداءات جمة"، وقال: "إن شاء الله يبقى لبنان مستقرًا ومزدهرًا وأي جهد مطلوب منا سيتم بذله بلا تردد وبتوجيه مباشر من الرئيس السيسي حتى نجنب لبنان مخاطر أي تصعيد محتمل".
ختم: "نبذل كل الجهد ونجري كل الاتصالات مع كل الأطراف الإقليمية والدولية ونوظف كل شبكة الاتصالات التي لدينا، ولدى الدولة المصرية للعمل على خفض التصعيد وتجنيب لبنان أي مخاطر للتصعيد. نتحرك في كل الملفات، ولدينا الملف الفلسطيني والسوداني الليبي واللبناني واليمني والسوري، وكلها ملفات لا نملك رفاهية تجاهلها أو نتقاعس عن التحرك فيها، وإنما نتحرك بشكل ممنهج ومنتظم ومتزامن لأن الهدف واحد وهو دفع الحلول السياسية ولا يوجد أي حل عسكري لأي من هذه الأزمات، ولا بد من دعم مؤسسات الدولة الوطنية، ولا يمكن موازاتها بأي من التنظيمات أو الفاعلين من غير الدول".