كتب الإعلامي انطوان مراد عبر منصة "فيسبوك": "بمعزل عن الانفعال والعصبية، لا يمكن التحجّج بالبروتوكول لعدم دعوة سمير جعجع إلى لقاء البابا في قصر بعبدا، عبر حصر الدعوات بأصحاب المناصب الرسمية من وزراء ونواب وسواها. وذلك للأسباب التالية:
أولاً: البروتوكول ليس إنجيلا أو قرآنا، وليس دستورا أو قانونا يحتاج إلى آلية للتعديل.
ثانيا: إن تعديل أصول البروتوكول أو الخروج عنها استثنائيا مسألة بسيطة، طالما أنها تلحظ المساواة بين أصحاب المقامات نفسها، علما أن الدعوات إلى مناسبة معينة ليست مقيدة ببروتوكول، إنما برغبة الداعي، لاسيما وأن البروتوكول يختص أولا بأصول التخاطب والاستقبال والتحرك في المناسبات، فضلا عن مواضع التقدم وأماكن الجلوس...
ثالثا: وفق أي معيار يتم تغييب رؤساء الأحزاب الكبيرة، ولاسيما رئيس الحزب الأكبر والأقوى مسيحيا ورئيس أكبر تكتل ليس على الصعيد المسيحي فحسب بل على الصعيد الوطني، عن لقاء رأس الكنيسة الكاثوليكية، وبأي صفة في المقابل يحضر رؤساء جمهورية وحكومة سابقون، أجل سابقون، ولا يشغلون أي منصب رسمي، بل هم مواطنون كسواهم طالما أن المعيار هو أصحاب المناصب الرسمية.
رابعا: وفق أي أصول بروتوكولية تحضر زوجات وأولاد وأحفاد وأصهرة شخصيات رسمية سابقة، ووفق أي أصول يدعى صحافيون وإعلاميون وسواهم، ويُغيّب بخاصة سمير جعجع وسواه، على غرار وليد جنبلاط وسليمان فرنجية. إلا إذا كان بعض الحاضرين انضم إلى جماعة المستشارين.
خامسا: أذكر تماما وكنت حاضرا، عندما دعي سمير جعجع الى لقاءات واحتفالات في قصر بعبدا في عهد الرئيس ميشال سليمان وتم ترتيب جلوسه وآخرين سواه في مقدمة الحضور إلى جانب أركان الدولة، ولم يعترض أحد.
سادسا: أين كان البروتوكول خلال استقبال قداسته في المطار وفي القصر، حيث ينبغي أن يقف ويتقدم قداسة البابا ورئيس الجمهورية "حصرا" الجميع وفق الأصول البروتوكولية الرسمية؟
سابعا: يحق لسمير جعجع بمن وما يمثل أن يفخر بأنه لولاه ورفاقه لما بقيت دولة وجمهورية ورئيس جمهورية عزيزة كريمة، ولما بقيت كنيسة ومسيحيون وأحرار في لبنان. وفي أي حال يوم قاوم سمير جعجع ورفاقه الاحتلالات والوصايات، لم يسألوا عن منصب أو عن مكسب، وفي مرحلة السلم رفض سمير جعجع الوزارة ولم يترشح للنيابة، بل إنه لو أراد الوصول إلى سدة الرئاسة بأي ثمن لكان الأمر في متناول يده.
أخيرا مثلان معبّران:
-حيث يجلس القائد يكون رأس الطاولة.
-الموقع هو الذي يكبر بشاغله.
سمير جعجع معك "على طول" لانك قائد يحمل القضية في قلبه دائما وعلى منكبيه عند اللزوم، ولأن الحق عندك يتقدم على سواه من الاعتبارات، فكم بالحري عندما يكون حق شعب يضرب في عمق التاريخ".