يزور كل متألم.. لبنان "الرسالة" يعاني

WhatsApp-Image-2025-10-07-at-21.58.16_ff5e1e41-rcvbnt6q9mzh9m4n5l7gpac6jv5925iqtd3fxkjlls-rfgbg5rir09agxlhyo8ffwa9nvomq1ybtpimcxtk4g

من خارج السياق الديبلوماسي والسياسي، تأتي الحركة الفاتيكانية باتجاه بيروت عبر الزيارة التاريخية للبابا لاوون الرابع عشر، الذي قصد لبنان بعد تركيا، في أول جولة خارجية له بعد انتخابه.

لم يحمل البابا لاوون معه إلا رسالة واحدة في تركيا وفي لبنان. ووفق قناعة الكرسي الرسولي بأن الزيارة الأولى هي للمتألم، قصد الحبر الأعظم البلد الصغير، الذي يواجه تحديات تتجاوز حجمه إلى الإقليم والعالم.

في أول يوم من الزيارة، حضرت السياسة بقوة في استقبال البابا لاوون من الطرقات المؤدية إلى قصر بعبدا، بكل تفاصيلها ومشاهدها وتبايناتها.

لكن الأبعاد الرئيسية للحضور الفاتيكاني في بيروت، تجاوزت السياسة إلى الديبلوماسية الهادئة التي كانت تداعياتها الأولى، الهدنة السياسية والعسكرية التي أوقفت حركة النار الإسرائيلية ولو بقيت التهديدات تحيط باللبنانيين سواء داخلياً وخارجياً.

قد يكون البابا لاوون الرابع عشر يحمل رسالة سلام إلى لبنان ولكنه في الوقت نفسه يحمل دعوةً إلى اللبنانيين يذكرهم بدورهم الحقيقي وهو الحضور الوازن في المنطقة وعدم الخوف من مواجهة الأخطار الداعمة، وبشكل خاص الدور المسيحي الذي تراجع من حيث تراجع أعداد المسيحيين بفعل الحروب.

خلافاً لزيارات الباباوات السابقين إلى لبنان، فإن منسوب الخطر مرتفع اليوم على المسيحيين بالدرجة الأولى وعلى لبنان الذي لا وجود له من دون المواطن المسيحي، وهذا ما أراد البابا قوله في حديثه عن الشعب الذي لا يعرف الإستسلام، فقد جاء ليقول للمسيحي أولاً بأن لا يستسلم أمام تحديات الداخل وامتحانات الخارج وثانياً بأن السلام هو المصير  والمستقبل والأفق الوحيد أمام البلد المتنوع والمتعدد في محيطه غير المسيحي.

هل من ترجمة لهذه الحركة البابوية؟ قد يقلل السياسيون من أهمية مواقف الفاتيكان ومن نفوذ الكرسي الرسولي على الساحة الدولية، إنما لا يمكن إغفال القوة الأخلاقية التي تتخطى ما عداها من قوة عسكرية وسلاح ونفوذ سياسي.

فالبابا ليس شخصية سياسية لكنه يزور لبنان المتألم ليقول اللبنانيين على مدى الأيام الثلاثة لزيارته على الصلاة والصمود وعدم الإستسلام والتمسك بالحقيقة في وجه كل التهديدات المحيطة بلبنان اليوم.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: