طوبى لفاعلي السلام

83708225007-20250518-t-101747-z-2015472205-rc-2-akea-5-iik-1-rtrmadp-3-popeleo-rbz0aucfnf3iw8kklb674sxdb53soazc1tho7xvfa8-1-rfghhdaw1rlnd036m29t4l1vgb34g39cosmxptrg9s

كتب الدكتور شربل عازار

ليست بسيطة ولا أمر عادي أن تكون أول زيارة لقداسة البابا لاون الرابع عشر هي الى لبنان.

 علماً أنّ زيارته لتركيا كانت لمناسبة مرور ١٧٠٠ سنة على إقرار قانون الإيمان المسيحي في مجمع نيقيا عام ٣٢٥ م.

ربّما قداسة البابا أراد تنفيذ وصيّة سلفه البابا الراحل فرنسيس الذي أسرع في ترفيع البابا الحالي (الشاب) وتعيينه كاردينالاً لأنّه آمَنَ بقدرته على قيادة الكنيسة والعالم نحو الأفضل.

ستكثر الكتابات والتحليلات والقراءات عن أسباب ونتائج زيارة بابا الفاتيكان الى وطن الأرز، لكن الأهمّ اليوم هو هذا الشعور الرائع بالفرح والسلام والطمأنينة الذي يرافق زيارة قداسة البابا.

من الاستقبال الرسمي في المطار، الى أعلام الفاتيكان المرفوعة مِن قِبَل كشّافة "حزب الله" و"حركة أمل" على طول طرقات الضاحية الجنوبيّة وصولاً الى قصر بعبدا، وبعدها الى سيّدة حريصا ومار شربل وبكركي واللقاء الجامع في خيمة التلاقي في وسط العاصمة ومستشفى دير الصليب ووقفة المرفأ الى القدّاس الأخير على واجهة بيروت، في كلّ هذه المشهدية التي فرضها وجود قداسة البابا، ألا يحقّ لنا أن نحلم وأن نَعمَل لتكون هذه حالة لبنان واللبنانيّين جميعاً في كلّ الأوقات وكلّ الظروف؟

أما آن لهذا الوطن الجريح أن يعيشَ الاستقرار والازدهار والسعادة والعيش الكريم وهو الذي أنعم الله عليه بجمال الطبيعة والطقس والموقع؟

الفسيفساء اللبنانيّة حالة فريدة في العالم، هي نعمة ونحن حوّلناها الى نقمة.

تعالوا الى كلمة سَواء بين كلّ المكوّنات، فكلّ من حاول الاستقواء على الآخرين سَقَط وأسقَطَ البلد معه.

نحن في لبنان للخير للسلام خُلِقنا وليس للحرب.

والحفاظ على السلم والسلام بطولة أعلى بمرتبات من الانزلاق الى الحروب الخاسرة والفاشلة والمدمّرة المستمرّة منذ أكثر من خمسين عام.

نحن واثقون أنّنا متى قرّرنا العودة الى السلام، سَتَقِف جميع الأُمَم الى جانبنا، وسَتخرج إسرائيل حتماً من أرضنا وسَنَستعيد الأسرى ونُعيد إعمار لبنان، فَنسلّم أمرَنا الى دولةٍ عادلة قويّة تحتكر وحدها السلاح وتفرض قوانينها على كلّ ابنائها بدون استثناء، فيعود لبنان مثال التعايش بين جميع الأديان ورسالة سلام الى كلّ الدول والأمم كما أراده وكما يراه باباوات الفاتيكان الذين يذكرونه بصلواتهم ليل نهار.

حبّذا لَو تدوم زيارة قداسته.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: