زيارة السامري إلى المرضى في مستشفى الصليب.. محبة لا متناهية

WhatsApp Image 2025-12-02 at 11.23.15_7334cb69

تأخّر البابا لاوون الرابع عشر في محطته الإنسانية في مستشفى الصليب في جل الديب، إذ خرق البرنامج الرسمي للحظة لم يستطع قلبه تجاوزها. مشاهد المرضى، ووجع الأطفال على وجه الخصوص، دفعته للنزول بنفسه أدراج المستشفى لزيارتهم واحداً واحداً، خصوصاً أولئك الذين تمنعهم إعاقتهم من التحرّك لاستقباله كما فعل الآخرون. هناك، في تلك الممرات، ظهرت أبوة البابا الحقيقية، دموعه نزلت قبل كلماته، وتأثّر الحضور والمسؤولين معه، فكانت لحظة إنسانية نادرة تشبه قداسة رسالته.

هذه الزيارة أعادت إلى البابا مهمّته الأولى، رسالة الخدمة والرحمة التي عاشها بين الفقراء والمرضى والمتروكين في البيرو. بدا كأنه يستعيد ذاته القديمة، تلك التي حملت الوجع قبل الإنجيل، وداوت القلوب قبل أن ترفع الصلوات. كان حضور البابا في مستشفى الصليب أشبه بمرور وجه الله بين الجرحى، وصورة السامريّ الصالح الذي يقترب بلا تردد من الموجوعين.

أبكى البابا مشهد الأطفال الذين يبتسمون رغم الألم، وأبكت مسؤولة المستشفى التي شعرت بأن أحداً أخيراً يرى معاناتهم، كما تأثر الحاضرون جميعاً بحجم الوجع المتروك في هذه المؤسسة التي تعاني الإهمال ونقص الدعم، رغم أنها تحمل على أكتافها أكثر الحالات هشاشةً وضعفاً في لبنان.

لم يكن أحد ليتخيّل هذا القدر من الألم الصامت، ولا هذا الإصرار على الحياة لدى المرضى الذين يعيشون بين جدران المستشفى بعيداً من اهتمام الدولة وأحياناً حتى عن أقرب الناس إليهم. لكنّهم استقبلوا البابا بفرح عفوي، وبابتساماتٍ تشبه الأعياد. فكان العيد الحقيقي هناك، في هذه الزيارة التي أعادت الضوء إلى مكان يبدو كأنه متروك لمصيره، يعتمد فقط على الله والكنيسة.

زيارة البابا لم تكن مجرد محطة بروتوكولية، بل كانت موقفاً إنسانياً ورسالة مسيحية واضحة مفادها إن المحبة تبدأ من هنا، من رعاية الأضعف، ومن النظر إلى كل إنسان بعين المحبة قبل أي شيء آخر.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: