كتب الكاتب والمحلل الجيوسياسي جورج ابو صعب على حسابه عبر منصة "اكس": "لا تزال غبار اعلانات الحكم والحكومة حول حتمية الدخول في المفاوضات مع اسرائيل وخطوة تعيين الحكومة للسفير السابق سيمون كرم رئيس وفد مفاوضين من ضمن الميكانيزم تطغى كلها على الحقيقة والاساس، فالحقيقة ان اي مفاوضات جدية لن تكون ناجحة وفاعلة لان اي تفاوض سوف يرتطم بمطلب اسرائيلي اميركي دولي: التزام الدولة اللبنانية بحصر السلاح وتسلمه من حزب الله والمنظمات الفلسطينية الدائرة في فلك ما كان يسمى بمحور المقاومة".
وتابع: "عندها ماذا سيكون موقف الدولة اللبنانية؟ طبعاً الجواب الرسمي ان ليس باستطاعتها تنفيذ هذا الطلب وبالتالي التوقف".
واشار ابو صعب الى ان "حددت بالامس الحكومة اللبنانية مهمة السفير كر: التفاوض حول الترتيبات الأمنية، بما يشمل: وقف الأعمال العدائية، إعادة الأسرى، الانسحاب الإسرائيلي، تصحيح النقاط المتنازع بشأنها على طول الخط الأزرق وهي مهمة صعبة ودقيقة لان الاسرائيلي الذي لن يوقف اعتداءاته على لبنان قبل تأكده من قدرة لبنان على تنفيذ حصرية السلاح المرتبطة بكل من اركان المهمة المحددة للسفير كرم".
اضاف: "فوفق النظرتين الاميركية والاسرائيلية كي لا نقول الدولية العربية الخليجية السعودية مؤشر سيادة لبنان قدرته على احتكار السلاح على كامل التراب اللبناني فكيف يكون ذلك فيما حزب الله يرفض الامتثال؟
فلا يمكن لاسرائيل ولا لاميركا الا في حال تنازلهما عن مطلب حصرية السلاح ان يقبلا بان يأتي المفاوض اللبناني الى الطاولة بمطالب الانسحاب والاسرى ووقف الاعمال العدائية من دون ان يكون كامل السيادة على ارضه فاستمرار السلاح بالنسبة لهما يعني التفاوض مع دولة منقوصة السيادة ما سيعقد التفاوض".
وأردف: "الحقيقة الثانية والاهم اننا في لبنان نغفل كليا الدور الايراني المؤثر على الساحة اللبنانية ونتعاطى كدولة مع حزب الله كفصيل لبناني داخلي منقطع عن محيطه لا بل محوره . امين عام الحزب سيطل بموقف سوف يعرف منه عدم استعداد الحزب لتسليم سلاحه رغم التفاوض فقرار قاسم قرار ايراني لا داخلي، فطهران المدركة تماما للمعادلات الدولية والاقليمية التي ترتسم في المنطقة لا تزال رغم ذلك تراهن على احداث "عودة "قادرة على ضرب المساعي والمسارات التفاوضية في المنطقة وبخاصة في لبنان وقد حكي في الايام القليلة عن تسريبات بان الحشد الشعبي في العراق والحوثيين في اليمن سيدخلون المعركة لمساندة الحزب في لبنان فضلا عن فصائل اخرى متحالفة مع الحزب وطهران".
وشدد على ان "ايران المعزولة اميركياً رغم كل ما يقال ويشاع عن مفاوضات بين واشنطن وطهران تقاسي وضعين خطيرين جداً: وضع داخلي مترنح ومتفجر ووضع خارجي متربص بها نعني اسرائيل والولايات المتحدة اللتين تضعان في حساباتهما ضربة ثانية، فطهران امام خيار صعب : اما الاستسلام واما الذهاب حتى النهاية في المواجهة مع ما تبقى لها كن اذرع اقواها رغم اضعافه في حرب ايلول ٢٠٢٤ حزب الله.
من هنا اهمية ان تفاوض الدولة اللبنانية اسرائيل وربما ايران ايضا اذا اردنا لمفاوضاتنا في الناقورة ان تنجح والا نكون امام عملية الهاء وتقطيع وقت تحت شعار التفاوض على تحرير الجنوب ووضع ترتيبات وترسيم…. ما لم تجزئ واشنطن العقدة الكعداء اي موضوع السلاح الى مراحل وخطوات تضيق الخناق اكثر على الدولة اللبنانية لانهاء ملف السلاح وهنا ايضا يكون المطب الاصعب للبنان".
وختم ابو صعب قائلاً: "وسط هذا الغبار الايجابي نسبياً ابحثوا عن ايران اولاً".
وتقطيع وقت تحت شعار التفاوض على تحرير الجنوب ووضع ترتيبات وترسيم…. ما لم تجزىء واشنطن العقدة الكعداء اي موضوع السلاح الى مراحل وخطوات تضيف الخناق اكثر على الدولة اللبنانية لانهاء ملف السلاح وهنا ايضا يكون المطب الاصعب للبنان .
— Georges Abou saab (@GeorgesAbousaa4) December 5, 2025
وسط هذا الغبار الايجابي نسبيا ابحثوا عن ايران اولا