تبقى مسألة ترسيم الحدود اللبنانية – السورية من الأولويات، لكن دونها عقوبات وصعوبات نظراً لما مرّ على البلدين وخصوصاً في عهد الوصاية منذ حكم حافظ الى بشار الأسد حيث كان لبنان في قبضة هذا النظام السوري الذي ألحق بالبلد قتلاً واجراماً وفساداً، لا بل أن عملية ترسيم الحدود كانت شائكة وصعبة الى حد كبير.
من هذا المنطلق، هل بعد سقوط النظام السوري بات ترسيم الحدود بين البلدين أمراً واقعاً؟
هنا ثمة معلومات وأجواء أن المملكة العربية السعودية لا زالت تواكب وتتابع هذه المسألة وتشكل مظلة واقية للقاءات التي تحصل بين الجانبين أكان على مستوى القيادات الأمنية والسياسية وصولاً الى خبراء في ترسيم الحدود، ولكن وبصراحة متناهية حتى الساعة ليس ثمة ما يشي ويدل أن الأمور قطعت مراحل متقدمة، والرعاية السعودية لا تزال قائمة في إطار المواكبة والمتابعة في هذا الصدد.
أما ماذا في جديد عملية ترسيم الحدود؟
تشير مصادر موثوق فيها الى أن المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان وخلال زيارته الى بيروت، ومن جملة المواضيع التي تمّ التطرق اليها عرض عملية ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا، على اعتبار أن فرنسا كانت وصية على البلدين في فترة الانتداب ولديها الخرائط والخبراء، ما يعني أنها قادرة على فض هذه المشكلة الأساسية التي تبقى مدخلاً لتنظيم العلاقة خصوصاً بعد ترسيم الحدود.
من هنا ان موضوع ترسيم الحدود ليس فقط مسألة جغرافية بقدر ما هو مسألة سياسية تحتاج الى قرارات كبيرة وتحديداً من واشنطن بالدرجة الأولى وصولاً الى باريس التي لديها الخرائط والإمكانات وكذلك السعودية التي تلعب دور الوسيط بين البلدين وتشكل همزة وصل بينهما في هذا السياق.
يبقى أخيراً، أن الأمور تبقى قيد المداولات والمباحاثات وفق المتابعين والمعلومات المؤكدة ان موضوع ترسيم الحدود الذي بُحث في زيارة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني الى بيروت قد يكون حسمه في إطار قمة مشتركة بين البلدين من خلال رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون والرئيس السوري أحمد الشرع، وحتى الآن ليس هناك من أي موعد أو تحديد للقمة التي قد تستغرق بعض الوقت ربما في الربع الأول من العام الجديد ليكون موضوع ترسيم الحدود من صلب اولويات المباحثات بين الرئيسين المذكورين.