كيف علّقت كرامي على إضراب الأساتذة؟

karame

أكدت وزيرة التربية والتعليم العالي ريما كرامي، ردًا على سؤال عن إضراب أساتذة التعليم الرسمي، أن "الأساتذة يعرفون أن قلقي الأكبر هو على الطلاب، وهذا القلق يجمعني معهم". وقالت: "أنا دائمًا قلقة، وللأسف كلما أردنا التعبير عن آرائنا حيال أي دعوة للإضراب، تكون الضحية الأولى هي الطلاب في المدارس. نحن مع الأساتذة وفي حوار مستمر معهم لإيجاد الطريقة المثلى للحفاظ على حقوقهم وقدرتهم على التعبير عن آرائهم، وفي الوقت نفسه حماية طلابنا من التعطيل، وخصوصًا في القطاع الرسمي، حيث نحن بحاجة لكل دقيقة".

جاء كلام كرامي خلال جولة ميدانية على الأقسام التربوية في أزهر البقاع، بحضور مفتي زحلة والبقاع علي الغزاوي، مفتي بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي، مستشاري الوزيرة فهمي كرامي ومها ضاهر، وأمين سر دار الإفتاء الشيخ عاصم الجراح. وشكرت الوزيرة دار الإفتاء على الدعوة والتشجيع، مؤكدة أنها "تمثل في هذه الحكومة صوت البيئة والمجتمع الذي نشأت فيه".

وأعربت عن "اعتزازها بوجودها في هذه الحكومة التي شكّلها الدكتور نواف سلام، تحت عنوان بيان صريح وتعهد والتزام للمجتمع اللبناني بأن الحكومة أتت للخدمة، ولمساعدة البلد على التعافي وإنقاذه، والعمل تحت غطاء اتفاق الطائف". أضافت: "نشأت في بيت كانت هويته العربية مصدر فخر واعتزاز دائمين، سواء في المؤسسة التربوية التي تعلمت فيها، بما تحمله من إرث وثقافة إسلامية ساهمت في الثقافة العربية".

واعتبرت كرامي أن "وجودها على رأس وزارة التربية لا يحمل فقط مهامًا وزارية إدارية، بل قيمًا تسترشد بها كونها ممثلة لشريحة من المجتمع وموظفة في الدولة"، مشيرة إلى أن "تميّز لبنان قائم على قدرته على التعايش، وإثبات أن هذه المساحة الجغرافية الصغيرة، التي تجمع مدارس ومؤسسات دينية مختلفة، قادرة على العيش معًا عبر عقد سياسي واجتماعي يترجم في تربية أولادنا في أجواء صحية".

وتابعت: "نحن أبناء جيل عاش ظروفًا صعبة وحروبًا متتالية، وهذا زادني تصميمًا، وتشرفت بهذه المهمة لنخرج من هذه الحلقة المفرغة، ونتكاتف كأبناء مجتمع لبناني لنترجم تطلعاتنا ونحل مشكلاتنا". ونوّهت بـ"دور المؤسسات التربوية الخاصة ومؤسسات دار الفتوى وتميّزها في المجتمع اللبناني"، مؤكدة "ضرورة المحافظة عليها من خلال تحسين أسس الشراكة، واحترام خصوصيتها، والتنبه لتوافقها مع مسيرة الدولة بما يفعّل دور الوزارة".

وختمت مؤكدة أن "التحدي الكبير بعد كل ما مرّ على لبنان هو التوقف عند أهمية ودور هذه المؤسسات الخاصة التي تحملت مسؤوليات كبيرة"، مشيرة إلى أن "الدولة التربوية تحدد المعايير عبر آليات رقابية، وتكون الوزارة شريكًا أساسيًا في هذا الإطار"، مضيفة أن "وزارة التربية، رغم إنهاكها بالأزمات، تسعى لأن تكون استباقية وتأسيسية عبر تفعيل أو تعديل القوانين ودراسة الآليات المناسبة، انطلاقًا من فهم هموم المجتمع وخلق لحمة وطنية تعزز دور الدولة".

كلمة الغزاوي

من جهته، رحّب مفتي زحلة والبقاع علي الغزاوي بزيارة كرامي إلى مؤسسات دار الفتوى التعليمية في أزهر البقاع، قائلاً إن "وزارة التربية تعني جميع اللبنانيين، والوزيرة تنتمي إلى بيت كريم كان له دور أساسي في صناعة هذا الوطن وإدارته".

أضاف: "المطلوب اليوم تقديم الغالي من أجل بقاء الوطن والأسر فيه، وإعادة القيم السليمة للمجتمع اللبناني، وصورة لبنان كمساحة حوار وتلاقٍ لا ساحة حرب ودمار".

وأكد الغزاوي "أهمية المناهج التربوية في صناعة عقل الأجيال لتعكس هويتنا وقيمنا"، مشيرًا إلى أن "بيت الوزيرة كرامي كان ولا يزال يحمل قضية الأمة، وفي مقدمتها قضية فلسطين"، ومشدّدًا على أن "مرجع هذا البلد هو ما اتفق عليه اللبنانيون والعرب من خلال اتفاق الطائف ووثيقة الوفاق الوطني، مع إدارة سليمة تحفظ الحقوق، ولا سيما حقوق الأساتذة والموظفين في مختلف الإدارات".

وختم متطرّقًا إلى ملف التفرغ الجامعي، متمنيًا أن "تتحقق العدالة على أساس العطاء"، مؤكدًا أن "تكريم الوطن يكون بتكريم العقول والعلماء، وأن دار الفتوى لا تطلب حصة من أحد، بل تحافظ على الحقوق من أجل العطاء للوطن".

واختُتمت الجولة بتقديم دار الفتوى درعًا تكريميًا للوزيرة.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: