كشف تقرير حديث صادر عن شركة IDC لأبحاث السوق أن سوق الأجهزة الذكية القابلة للارتداء واصل نموه القوي خلال عام 2025، مسجّلًا أرقامًا تعكس تحوّل هذه الأجهزة من مجرد أدوات مساندة إلى مكوّن أساسي في حياة المستهلكين اليومية، سواء في مجال الصحة أو اللياقة أو الاتصال الذكي.
وبحسب التقرير، تجاوزت شحنات الأجهزة القابلة للارتداء التي تشمل الساعات الذكية وأجهزة تتبع اللياقة البسيطة حاجز 150 مليون وحدة خلال الأشهر التسعة الأولى من العام، محققة نموًا سنويًا بلغ 10% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024.
ويعكس هذا الارتفاع الطلب المتزايد على الحلول الذكية منخفضة التكلفة من جهة، وعلى الأجهزة المتقدمة ذات الميزات الصحية والاتصالية المتطورة من جهة أخرى.
وقد أظهرت بيانات IDC أن الساعات الذكية شكّلت الحصة الأكبر من السوق، بإجمالي شحنات بلغ نحو 120 مليون وحدة، أي بزيادة سنوية قدرها 7.3%.
وعلى الرغم من هذا النمو المستقر، فإن المفاجأة جاءت من أجهزة تتبع اللياقة البسيطة، التي سجلت قفزة لافتة بنسبة 21.3%، لتصل شحناتها إلى 32.86 مليون وحدة.
وترى IDC أن هذا الأداء القوي لأجهزة التتبع يعود إلى إقبال المستهلكين، خصوصًا في الأسواق الناشئة، على الخيارات الاقتصادية التي توفر وظائف أساسية مثل عدّ الخطوات ومراقبة النوم ومعدل ضربات القلب، من دون الحاجة إلى أسعار مرتفعة أو اشتراكات إضافية.
وعلى مستوى الشركات، حافظت هواوي على موقعها كأكبر مُصنّع عالمي للأجهزة القابلة للارتداء خلال الأشهر التسعة الأولى من 2025.
واستند هذا التفوق إلى النجاح التجاري لساعتي Huawei Watch GT 6 و Huawei Watch GT 6 Pro، اللتين لاقتا رواجًا واسعًا بفضل عمر البطارية الطويل والتصميم الرياضي والوظائف الصحية المتقدمة.
وبلغ إجمالي شحنات هواوي 28.6 مليون وحدة، إلا أن التقرير أشار إلى أن نحو 20.8 مليون وحدة منها تم شحنها داخل السوق الصينية، ما يبرز اعتماد الشركة الكبير على الطلب المحلي.
وفي المقابل، تعمل هواوي على تعزيز حضورها في الأسواق الخارجية، خاصة في أوروبا والشرق الأوسط، لتقليص الفجوة مع منافسيها العالميين.
في المركز الثاني عالميًا، جاءت شاومي، التي كانت الأسرع نموًا بين أكبر خمسة مصنعين. فقد شحنت الشركة 27.9 مليون وحدة، مستفيدة من استراتيجيتها القائمة على الأجهزة الاقتصادية ذات القيمة العالية.
وساهمت منتجات مثل Xiaomi Smart Band 10 وسلسلة Redmi Watches في دفع هذا النمو، مع أداء قوي داخل الصين، إلى جانب توسع ملحوظ في أسواق جنوب شرق آسيا وأميركا الجنوبية، حيث يفضّل المستهلكون الأجهزة منخفضة السعر والعملية.
وإحتلت أبل المركز الثالث عالميًا، والرابع داخل الصين، مع استمرار تركيزها على الفئات المتوسطة والعالية من الساعات الذكية.
وعملت الشركة على تعزيز ميزات الاتصال المتقدم، مثل دعم شبكات الجيل الخامس والرسائل عبر الأقمار الصناعية، في محاولة للحفاظ على مكانتها في سوق يشهد منافسة شرسة.
أما سامسونغ، فقد بدأت تُظهر علامات تعافٍ بعد تراجع في النصف الأول من العام، مدفوعة بإطلاق Galaxy Watch8 وGalaxy Watch8 Classic خلال الربع الثالث، ما انعكس إيجابًا على أرقام الشحنات السنوية.
في هذا السياق، تتوقع IDC أن يواصل السوق نموه خلال العام المقبل، مدفوعًا بثلاثة عوامل رئيسية: تطور تقنيات الاتصال، ودمج تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والتحسين المستمر في ميزات تتبع الصحة.
وأكدت الشركة أن هذه الاتجاهات لن تقتصر على شركة بعينها، بل ستشمل جميع اللاعبين الكبار في السوق، في سباق متسارع نحو تقديم أجهزة أكثر ذكاءً ودقة وارتباطًا بحياة المستخدمين اليومية.