ماذا تختزن زيارة الراعي إلى طرابلس من رسائل ومعانٍ؟

4584

حط البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي رحاله في مطرانية الموارنة قلاية الصليب في مدينة طرابلس، في زيارة اتخذت أبعاداً روحية ووطنية بالغة الدلالة، وجاءت محاطة باستقبال واسع عكس رمزية الحدث ومكانته في المشهد اللبناني العام.

وكان في مقدمي مستقبليه رئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف، إلى جانب النواب أشرف ريفي، إيلي خوري، فيصل كرامي، طه ناجي، جميل عبود، والوزير السابق محمد الصفدي، إضافة إلى محافظ الشمال بالإنابة إيمان الرافعي، ولفيف من الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات، وشخصيات وفاعليات سياسية ودينية واجتماعية، ما أضفى على الزيارة طابعاً جامعاً يتجاوز الاصطفافات والحسابات الضيقة.

وفي هذا السياق، أوضح رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام المونسنيور عبده أبو كسم في اتصال مع منصة LebTalks، أن زيارة الراعي جاءت تلبية لدعوة المطران يوسف سويف، مؤكداً أنها زيارة رعاوية بحتة لا تمت إلى السياسة بصلة، انسجاماً مع النهج الثابت الذي يعتمده الراعي في مختلف محطاته الراعوية، غير أن البعد الأعمق للزيارة، بحسب أبو كسم، يكمن في بعدها الرسولي والوطني، ولا سيما في مدينة بحجم ودلالة طرابلس، بما تمثله من تنوع ديني وثقافي وإنساني.

وأشار أبو كسم إلى أن الزيارة تحمل في طياتها رسالة واضحة لتعزيز العيش المشترك بين الطوائف، وترسيخ ثقافة اللقاء والانفتاح، حيث من المقرر أن يشهد برنامجها استقبالاً لرجال دين من مختلف الأديان والطوائف، في مشهد يعكس جوهر لبنان القائم على الشراكة والتعدد، ويؤكد أن الكنيسة المارونية، من خلال بكركي، لا تزال تضطلع بدور محوري في حماية الصيغة اللبنانية وصون نسيجها الاجتماعي.

ومن هذا المنطلق، تبدو الزيارة بمثابة تثبيت للبوصلة الوطنية، ورسالة تطمين بأن الرعاية الروحية في لبنان ليست منعزلة عن هموم الناس، بل منخرطة في تعزيز الاستقرار المعنوي والاجتماعي، بعيداً من منطق الاستقطاب والتسييس.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: