أقامت جامعة سيّدة اللويزة، ريسيتالها الميلادي السنوي، اليوم الإثنين، بعنوان "انسجام مقدس واحتفالي"، أحيته جوقة الجامعة بقيادة الأب خليل رحمة، في قاعة بشارة الراعي، حرم الجامعة – ذوق مصبح.
وحضر ممثلة رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري سينتيا غريب، ممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي النائب البطريركي العام المطران حنا علوان، ممثل وزير الدفاع الوطني ميشال منسى رئيس الفرع الأول في موسيقى الجيش العميد فضل الله أمهز، سفير بلغاريا لاسين توموف، ممثلة رئيس التيار الوطني الحرالنائب جبران باسيل النائب ندى البستاني، ممثل رئيس حزب الكتائب اللبنانيّة النائب سامي الجميل النائب سليم الصايغ، ممثل النائب طوني فرنجيه الدكتور أنطوني نعمه، نقيب المحررين جوزيف القصيفي، الرئيس العام للرهبانية المارونية المريمية رئيس المجلس الأعلى للجامعة الأباتي إدمون رزق، رئيس الجامعة الأب بشارة الخوري ونوابه، رئيس مكتب الإعلام في القصر الجمهوري رفيق شلالا، الأمين العام للمدارس الإنجيلية نبيل أسطا، رئيس المجلس العام الماروني ميشال متى، المونسنيور عبدو أبو كسم، رئيسة UCIP Liban ماغي مخلوف، ممثل نقيب مهندسي الشمال شوقي فتفت المهندس ميشال فغالي، إضافة إلى أفراد الهيئة التعليمية وأسرة الجامعة.
بعد النشيد الوطني وكلمة ترحيبية لمدير مكتب الشؤون العامة والبروتوكول والعلاقات الإعلامية في الجامعة ماجد بوهدير، ألقى الأباتي رزق كلمة قال فيها: "إن الأجيال الّتي انتظرَتْ فرحَ ولادةِ الـمُخلّص، تدعونا بلسانِ النبي آشعيا إلى الابتهاجِ والتهليلِ والتعبيرِ عن فرحتِنا العظيمةِ، لأنّ من نحتفلُ بذكرى ميلادِهِ هو المسيحُ المنتظر، فميلادُهُ يخلقُ في كلِّ الأجيالِ سرَّ فرحٍ يدومُ: من عهدٍ إلى عهد، ومن جيلٍ إلى جيل، ويتحوّلُ إلى دعوةٍ كونيّة، دعوةٍ للسماءِ والأرض، للملائكةِ والبشر، لكلِّ خليقةٍ تنتظرُ الخلاص، كي تدخُلَ معًا في نشيدِ الفرح وفي دعوةِ الرجاءِ المتجدِّدِ أبدًا".
أضاف: "هذا المساء، يأخذُنا الأبُ المارونيّ المريميّ الخلاّق والـمُبتكِر، الأب خليل رحمة مع جوقتِهِ، لنلمسَ صدى صوتَ الملائكة، ونقتربَ في كلّ لحنٍ، من مغارةِ بيتَ لحم. معهم، تتحوّلُ الترانيمُ إلى صلاةٍ، والموسيقى إلى إعلانِ إيمان، لأنّ كلَّ لحنٍ هو صدىً لتلك البشارةِ الأولى للرعيان: "لا تخافوا". وكلُّ صوتٍ يرتفعُ، هو مشاركةٌ في نشيدِ الملائكة: "المجد لله في العُلى وعلى الأرض السلام".
وختم: "فلنفتحْ قلوبَنا معًا لهذا الفرحِ الذي لا يزول، ولنحملْ معنا من هذه الأمسية بهجةَ الميلاد، ونشهدَ لسرِّ التجسُّدِ، في بيتِنا ومجتمِنا والعالمِ أجمع".
ومن جهته، قال الخوري: "الموسيقى، ليست مجرّدَ فنٍّ للمتعة، بل هي فعلُ ثقافةٍ ومقاومةٍ للفراغ، فالإنسانُ، في لبنان كما في سائر الثقافات، واجه القلقَ والوجعَ بالإنشاد، وحمى ذاكرتَه بالصوتِ والجمال. فالغناءُ هنا ليس ترفاً، بل فعلُ بقاء، وحراسةٌ للمعنى في زمنِ التصدّع. والميلادُ، في جوهرِه، ولادةٌ ورجاءٌ وسط الهشاشة، وهو ما عبر عنه جبران خليل جبران حين رأى في الفن نافذةً يُطلّ منها القلبُ على الحقيقة. والإحتفالُ في ثقافتِنا اللبنانيّة ليس إنكارا للألم، بل قدرة على تجاوزه بالجمال. والموسيقى، حين ترتقي، تتحوّل إلى لغة سلام، وإلى احتفال بكرامة الإنسان".
أضاف: "أمسيَتنا الليلة، تحت عنوان انسجام مقدَّسُ واحتفالي، تُذكّرنا بأنّ الإنسان منذ فجرِ الحضارة عبّرَ عن دهشتِه أمام الوجود بالصوتِ والإنشاد، وجعل من الموسيقى جسراً بين الأرضيِّ والمتعالِي. وجوقةُ جامعتِنا، بقيادةِ أخينا المايسترو الأب رحمة، تأخذنا هذا المساء في رحلةٍ تتلاقى فيها التقاليد، وتتحاور الأصواتُ في تناغمٍ يشبه ما سمّاه الفيلسوفُ بول ريكور: العيشَ معا رغم الاختلاف".
وتابع: "هذا التناغم هو ما تسعى إليه جامعتُنا في رسالتِها: بناءُ إنسانٍ منفتحٍ، ناقدٍ، متذوّقٍ للجمال، فالجامعةُ ليست فضاءً للمعرفةِ وحدها، بل هي مختبرٌ للمعنى، حيث يلتقي العقلُ بالوجدان، والعلمُ بالفن".
وأكد أن "هذا الريسيتال موقفٌ ثقافيٌّ بقدر ما هو حدثٌ فنّي، يؤكّد أن الجمال لا يزال قادراً على جمعِنا، على الرغم من كلّ الانقسامات"، مذكراً بأنّ "الميلاد، في جوهرِه، ليس ذكرى دينيةً فحسب، بل هو حدثٌ إنسانيٌّ يعيد التذكير بقيمةِ النور في وجه العتمة، وبقيمةِ التقارب في عالمٍ يميل إلى العزلة. من هنا، يصبح الاحتفالُ تعبيراً عن الأمل، ويغدو المقدَّس مساحةً مفتوحةً لكلّ من يبحث عن السلام الداخلي وكرامة الإنسان".