لبى عدد من ابناء قرى وبلدات قضاء جبيل وفاعليات دعوة رئيس "لقاء سيدة الجبل" فارس سعيد إلى "عشاء محبة" لمناسبة عيد الميلاد في دارته في قرطبا، شارك فيه رؤساء بلديات ومخاتير ،كاهن الرعية الخوري شربل شليطا والخوري روني بو غاريوس، تم خلاله عرض للأوضاع في البلاد على المستويات كافة والمشاركة في قداس على نية لبنان .
سعيد
بعدما بارك بو غاريوس الطعام ومن اعده ، ألقى سعيد كلمة رحب فيها بالحاضرين بإسمه وبإسم عائلته، آملا ان يحمل عيد ولادة الطفل يسوع الطمأنينة والسلام لجميع اللبنانيين، وقال: "نحن اليوم في لبنان نعيش مرحلة جديدة، هي مرحلة سلام لكل لبنان، فقداسة البابا لاون الرابع عشر اعطانا خلال زيارته إلى لبنان درسين ، الاول التواضع حين ركع رأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم، الذي يمثل أكثر من ملياري مسيحي، أمام فلاح بسيط من جبال لبنان القديس شربل، وقال له: "أنا بكل قوتي أستمد منك قوتي "فهذا الموقف أعطى درساً للجميع وأعطانا رسالة واضحة: " طوبى لصانعي السلام. السلام هو الأساس، والسلام العام بين كل اللبنانيين."ونحن من الذين عملوا للسلام".
ودعا سعيد الجميع للعمل من أجل سلام لبنان، والخروج من الحروب العبثية والانتقال إلى مرحلة جديدة، مذكرا دعمه لاتفاق الطائف، حين لم يكن أحد يدعمه إلا قلة، من بينهم الكنيسة المارونية، والقوات اللبنانية، ونحن كمجموعات مستقلة لأنه أسّس للدولة واصبح دستوراً لكن هذا إلاتفاق لم يُنفّذ ، في المرة الأولى بسبب السلاح السوري، وفي المرة الثانية بسبب السلاح الإيراني".
وقال: "كثر من اللبنانيين، وبعض المسيحيين، يقولون إن الأزمة هي أزمة اتفاق الطائف، وأن الخروج منه هو الحل ونستطيع تأمين الخلاص لنا ، لكن نحن نقول بوضوح اننا ضد تعديل الدستور والمسّ باتفاق الطائف طالما هناك سلاح خارج الدولة ، فلا يجوز أن نعدّل الدستور أو نمنح صلاحيات بسبب وجود سلاح بيد فئة معيّنة، وكأننا نعطيهم السلاح ليعطوننا الصلاحيات ، هذا المبدأ مرفوض جملة وتفصيليًا".
وتوجه إلى الحاضرين: "انطلاقًا من هذا الرفض، ومن ثباتنا على معنى لبنان، وعلى العيش المشترك، وعلى الدستور، وعلى اتفاق الطائف، ندعوكم، وأنتم من أهل هذا البيت، أن تكونوا متيقظين هذا العام، وأن تكونوا جاهزين، لأننا مقبلون على معركة استثنائية وكبيرة جدا وفرصنا وحظوظنا بالفوز فيها كبيرة جدًا ، لان البلد تغيّر، وهوى لبنان تغيّر، والظروف تغيّرت لذلك حظوظنا اليوم أكبر بكثير من الماضي ومما يظن البعض، شرط أن نبقى متماسكين ومتمسكين بمواقفنا، وأن نعرف مع من نريد أن نكون، وأن نقف كتفًا إلى كتف، ونعرف ماذا يجب أن يُقال".
واذ اعلن انه تفاهم مع حزب الكتائب اللبنانية في هذه المرحلة، قال: "طلبت منهم أن يفاوضوا المعنيين في الملف الانتخابي، وقلت للجميع ان وحدة المسيحيين أهم من أي شيء آخر. الدول اليوم تهتم إن كان حزب الله وحركة أمل سيحتكران المقاعد الشيعية، وتهتم إن كان هناك مقاعد سنّية مع أو ضد احمد الشرع ،لكنها لا تهتم بالوضع المسيحي ، لأن المسيحيين خرجوا من المصارف، ومن التعليم، ومن الجامعات، ومن الإدارات، ومن المؤسسات هناك هجرة، وهناك فراغ، وهناك خطر حقيقي، ولسنا على موعد مع عناوين المنطقة ، فلكي يعود لهذا البلد نكهته ولكي يعود معنى العيش المشترك يجب اعادة استنهاض الواقع المسيحي ، وهذا لا يكون بالمناكفات وبصراع الأحجام والأحزاب والأشخاص ، فإن خرجنا اليوم من عناوين المنطقة وانسحبنا من المشهد فلن يبقى لنا وجود في لبنان".
واعلن ان "معركتنا نخوضها بوضوح ضد من يريد المس بالدستور ، وضد من يتمسك بسلاحه على حساب الدستور ، وضد من يركب البلد على قاعدة موازين القوة على قاعدة قوة التوازن في لبنان"، داعياً الجميع للذهاب في هذا الاتجاه.
وقال: "نحن على بُعد ستة أشهر من الانتخابات النيابية ، ندعو إلى وحدة مسيحية حقيقية، تتجاوز الأحزاب والأشخاص ، كفى مناكفات على حسابات ضيقة فعلى من يريد أن يُنتخَب أن يقول ماذا سيفعل،فاليوم لو لم يكن لدينا رئيس جمهورية لديه القدرة لما كان بالإمكان تشكيل حكومة أو تعيين حاكم لمصرف لبنان. واليوم طُرح قانون الفجوة المالية هذا القانون لم يُعجب أحداً، ولا أنا معجب به، لكنه على الأقل اصبح بين أيدينا نص ، فمن يريد تعديله ليتفضل إلى مجلس النواب، وليعدّله ويطوّره او ينسفه ويضع قانونا آخر ، لكن بعد سبع سنوات من غياب أي نص مرجعي، أصبح لدينا اليوم نقطة انطلاق، نحن اعطينا أموالنا للمصارف، وهي اعطتها لمصرف لبنان، ومصرف لبنان سلّفها للدولة، وضاعت الأموال، اليوم، ولأول مرة، هناك نص مرجعي مطروح أمام اللبنانيين جميعًا".
واردف : "لا يوجد قانون يُرضي الجميع. قانون سوليدير لم يُرضِ الجميع، ومع ذلك أصبح واقعًا ، واليوم قانون الفجوة المالية ومن حق الناس ان تنتقده ، داخل المجلس وخارجه، لكن على الأقل هناك من امتلك الجرأة ليقول: هذا هو الحل الذي أراه ، كذلك موضوع السلاح الذي وضعه رئيس الجمهورية على السكة ، مَن كان يحلم قبل سنة أو سنتين أو ثلاث أن يعلن رئيس جمهورية لبنان، باسم الجمهورية اللبنانية، استعداده للتفاوض باسم الدولة مع اسرائيل ، وأن يُعيَّن مفاوض مدني هو السفير سيمون كرم الذي نحترمه ونقدره، أمور لم تكن مطروحة سابقًا".
واضاف: "نريد إعادة إعطاء أهمية للمسيحيين بالدخول مجددا إلى عناوين المنطقة لأن لا قيمة للبنان بلا مسيحيين،ولا مصلحة للبنان من دون المسلمين، واذا خرج المسيحييون من ادارات الدولة ومن الوظائف والمؤسسات واستمرت الهجرة من سيكمل الطريق واي بلد سيبقى ، واذا ذهبنا إلى الانتخابات النيابية كما في السابق بعنوان حجمي اكبر من حجمك ، وانت مين وانا اقوى منك، فلن نصل إلى نتيجة".
وختم سعيد: "نحن نطوي صفحة مع الجميع، وعلينا وضع خارطة طريق تنقذ البلد وتعيد الشراكة الحقيقية".
القداس
وكان سبق اللقاء قداس في كنيسة مار يوسف ترأسه خادم الرعية الخوري شربل شليطا عاونه فيه الخوري بو غاريوس، في حضور سعيد والمدعوين.
واشار شليطا في عظته إلى ان العيد ليس فقط بهجة ظاهرية بل ولادة جديدة لكل واحد منا، لافتا إلى ان "المسيح علمنا التواضع الذي علينا ان نعيشه لان الانسان يكون كبيرا عندما يعرف ان يتواضع ويغفر ويحب ويسامح".
واكد ان "الميلاد هو السلام فعلا لا قولا والجرأة والشجاعة في ان يكون كل واحد منا الحجر والمدماك في بناء ميلاد ربنا يسوع المسيح معتبرا ان للعيد هذا العام في وطننا نكهة مميزة من خلال الزيارة التي قام بها قداسة البابا لاوون إلى لبنان واعطانا شعاره طوبى لصانعي السلام".
وختم داعيا للصلاة "لان يكون الميلاد حقيقياً في قلب كل واحد منا ، وان يحمل العيد السلام لوطننا ، وان يبقى الدكتور سعيد الصوت الصارخ من اجل الحرية والسيادة لانقاذ البلد".