لطالما كان لبنان منبع الثقافة والعلم والمعرفة ولطالما كان شباب لبنان ذخيرة ثقافية للعالم أجمع، ومما لا شك فيه أن ما يمر به لبنان منذ سنوات حتى اليوم ، ليس سهلا ً على أحد خصوصاً على جيل الشباب الذي استفاق يوماً على ضياع مستقبله في وطنه.
إلا أنه وبالرغم من كل شيء لا يزال الشباب اللبناني مصرًّا على تغيير الواقع المرير وإعادة شعلة لبنان الثقافية وصورته التي أطفأتها السياسة.
والأخطر من ذلك كله هو التقسيم الذي همّش عدداً من البلدات والمدن اللبنانية وشوّه صورتها لتبدو وكأنها عالة على المجتمع اللبنانيّ، ومنها بعلبك "مدينة الشمس".
مع كل ذلك، وفوق كل ما عانته بعلبك وأهلها من تهميش وتقصير من الدولة اللبنانيّة ، لم يأبه شبابها المثقف بكل ذلك، ولذا بدأ الشابان زينب شعلان وأحمد شيبان، وفي عزّ الأزمة الصحية والإقتصادية، على جمع الشباب اللبنانيّ المثقف والموهوب من مختلف المناطق ، في مجموعة أطلقا عليها إسم "اللقاء الثقافي" والذي صادف أمس، عيدها السنوي الأول.
هو لقاء إنطلق منذ سنة وتم عقد اجتماعات عبر تقنية زوم استطاع من خلالها جمع شباب وشابات من خارج لبنان أيضا، تحت كنفه وتحت إسم مدينة بعلبك، ومنها انطلق لعقد لقاءات حضورية في مواقع أثرية داخل مدينة بعلبك وخارجها "كل يوم سبت"، وبعد كل الجهد للشابين، تم ولمناسبة احتفالهم السنوي ، إطلاق موقع إلكتروني "وهو عبارة عن منصة أدبية ومجلة ثقافية لنشر كتابات أعضاء اللقاء وكلٌّ واحدة منها تحت تصنيف معيّن : شعر، خواطر، قصص قصيرة، نصوص أدبية، مقالات ومقابلات خاصة، على أن تخضع قبل نشرها للتدقيق اللغويّ والأدبيّ، على أمل أن تتوسع لتصبح واحدة من أكثر المجلات متابعة وانتشاراً في هذا المجال"، كما يقول شيبان.
وعلى المقلب الٱخر تكشف شعلان أن الخطوة المستقبلية للقاء هي في التوجه نحو الجيل الجديد في المدارس والمؤسسات التربوية للقول أن القراءة والكتابة هي "سبيل للوعي الجماعيّ" مشيرة إلى أن الهدف الأساسي من اللقاء الثقافي هذه الفترة هو تعزيز الثقافة ودور القراءة لدى الجيل الصاعد.
في الختام، هو هذا الدور الفاعل في المجتمع الذي ينتظره لبنان من أبنائه خصوصاً الشباب منهم للمساهمة في تطوره وارتقائه، على أمل أن يصل اللقاء الثقافيّ، إلى مراده الأساسيّ في نشر الثقافة وتعزيز دور المثقفين في المجتمع العربيّ ككل، وإلى إظهار صورة بعلبك الحقيقية كي تبقى منارة الثقافة والعلم والأدب.
